متعلّقة بمسلم وتريد الزواج منه فهل لا بدّ أن تُسلم
أنا مسيحية أحب شابا مسلما يبلغ من العمر 19 سنة. وقد كان لطفا من هذا الشاب أن يقبل الدخول في علاقة معي مع أني غير عذراء. وقد طلب مني أن أوافق على الزواج منه، وأنا أخطط لقبول هذا العرض. فهل يلزمني أن أتحول إلى الإسلام إذا تزوجته، حتى لو لم أكن راغبة في ذلك. وقد تحدثنا عن الأطفال الذين قد نلدهم في المستقبل واتفقنا على أنهم سيكونون مسلمين.
الجواب
الحمد لله.
نعم من الضروري جدا بالنسبة لك أن تدخلي في الإسلام وهذا سيحلّ كلّ المشكلات ابتداء
من صحة عقد النكاح مرورا بمستقبل الأولاد وتوحيد وجهة تربيتهم وتعليمهم وانتهاء بالفوز
في الآخرة والراحة بعد الموت ، وما تشعرين به من عدم رغبتك النفسية في هذه الخطوة
قد يكون مردّه إلى صعوبة ترك ما ألفتيه من الدّين الذي نشأت عليه ، أو كراهية مخالفة
أهلك وأقربائك أو الخوف من إيذاء الآخرين وانتقادهم أو خشية فقْد بعض الميزات الدنيوية
ولكن كلّ ذلك يسهل التغلّب عليه إذا استعنتِ بالله وعزمت على اتّباع الحقّ فإنّ الإنسان
العاقل مستعدّ للتضحية وتحمّل الصّعوبات في سبيل اتّباع الحقّ ، لأنّ الحقّ أحقُّ
أن يُتّبع وكلّ صعوبة دونه تهون لأنّ النتيجة هي السّعادة في الدنيا والآخرة والفوز
بجنّة عرضها السموات والأرض ثمّ إنّ زواجك سيساعدك على معيشة توافق وتآلف مع زوجك
- إذا تاب إلى الله من العلاقة المحرمة وصار ذا خلق ودين - وأهله المسلمين ، ولن
يكون هناك خلاف في الدّين الذي سيتربّى عليه الأولاد ولن يشعروا بأي تناقض في الأسرة
التي سيعيشون فيها وسيكونون بمنأى عن العقد النّفسية الناتجة عن اختلاف دين الأبوين
وقد حصل عند أحد الناس شعور مشابه للشّعور الذي تشعرين به كما جاء في القصّة التالية
التي حدثت على عهد نبي الإسلام عليه السلام : عَنْ أَنَسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِرَجُلٍ أَسْلِمْ قَالَ أَجِدُنِي كَارِهًا
قَالَ أَسْلِمْ وَإِنْ كُنْتَ كَارِهًا . رواه الإمام أحمد 11618
وهو في صحيح الجامع 974 فهذا هو الموقف الصّحيح الذي يجب أن يتخذه الإنسان
من الدين الحقّ ، ولمزيد من المعلومات حول موضوع الزواج هذا نرجو مراجعة السؤال رقم
3025 والسؤال رقم 2527
ونتمنى لكِ كلّ خير ونجاح وفلاح ، والسّلام على من اتّبع الهدى .