تقدم لي شاب، وأبي يرفض زواجي منه؛ لأنه أصغر مني بسنة واحدة، ويخيرني بينه وبين الشاب، وأنه لن يتكلم معي إن صممت علي رأيي، مع العلم إنه لم يترك للشاب أية فرصة، فهل هذا يجوز ؟
الحمد لله.
إذا تقدم للفتاة من هو كفء لها وكانت راضية به ، فلا يجوز للولي أن يمنع زواجها منه ، فإن الله تعالى خاطب الأولياء بقوله : فَلا تَعْضُلُوهُنَّ أَنْ يَنكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ إِذَا تَرَاضَوْا بَيْنَهُمْ بِالْمَعْرُوفِ البقرة/232 .
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
"من فوائد الآية : تحريم منع الولي موليته أن تنكح من رضيته؛ لقوله تعالى: فلا تعضلوهن أن ينكحن أزواجهن إذا تراضوا بينهم بالمعروف " انتهى من تفسير سورة البقرة .
وقال النبي صلى الله عليه وسلم : إِذَا جَاءَكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَأَنْكِحُوهُ ، إِلا تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأرْضِ وَفَسَادٌ . قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، وَإِنْ كَانَ فِيهِ ؟ قَالَ : إِذَا جَاءَكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَأَنْكِحُوهُ ثَلاثَ مَرَّاتٍ رواه الترمذي ، وحسنه الألباني في "صحيح سنن الترمذي" ( 866 ) .
وينظر جواب السؤال رقم : (12630) .
مع كون ما فعله والدك غير جائز ، إلا أننا ننصحك بعدم مخالفته ، فإنك لا يمكنك الاستغناء عن والدك مهما كان .
ومثل هذه المشكلة متكررة ، وواقع الناس يقول : إن الأب – مع خطئه- يرى أن ابنته أو ابنه الذي تزوج بدون رضاه قد أرغمه على أمر لا يريده ، فتستمر القطيعة بينهما إلى سنوات طويلة ، وقد تمتد مدى الحياة .
فدفعًا لهذه المفسدة ، ننصحك بعدم مخالفة والدك ، حتى لا تحصل القطيعة بينكما .
ولعل الله تعالى أن يلين قلبه ، واستعيني على ذلك بدعاء الله تعالى ، وبالعقلاء من أهلك ممن لهم تأثير عليه .
ولعل الله أن يبدلك الله تعالى خيرا مما فاتك جزاء لك على برك بوالدك ، وحرصك على مودته وعدم إغضابه .
نسأل الله تعالى أن يلهمك رشدك وييسر لك الخير حيث كنت .
والله أعلم .