هل هناك ما يسمي بالدعاء الذي دعا به الرسول صلى الله عليه وسلم، والذي علمه إياه ربه؟
الحمد لله.
إن كنت تقصد دعاء بعينه؛ فلا نعلم ما هذا الدعاء المقصود، حتى نتبين صحته.
وأما إن كنت لا تقصد دعاء بعينه وإنما تبحث عن أي دعاء بهذا الوصف.
فالأصل أن كل الأدعية التي أرشدنا إليها النبي صلى الله عليه وسلم، هي وحي من الله تعالى إليه.
فالسنة النبوية وحي من الله تعالى.
قال الله تعالى: مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى ، وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى ، إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى النجم/2 – 4.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى:
" ... قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( أَلَا إِنِّي أُوتِيتُ الْكِتَابَ وَمِثْلَهُ مَعَهُ ) يعني السنة.
والسنة أيضا تنزل عليه بالوحي كما ينزل القرآن؛ لا أنها تتلى كما يتلى، وقد استدل الإمام الشافعي وغيره من الأئمة على ذلك بأدلة كثيرة " انتهى من "مجموع الفتاوى" (13/ 363-364).
ونحن مأمورون من الله تعالى بالتأسي بالنبي صلى الله عليه وسلم في هذه الأدعية.
قال الله تعالى: لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا الأحزاب/21.
قال ابن كثير رحمه الله تعالى:
" هذه الآية الكريمة أصل كبير في التأسي برسول الله صلى الله عليه وسلم في أقواله وأفعاله وأحواله...
( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ ) أي: هلا اقتديتم به وتأسيتم بشمائله؟ ولهذا قال: ( لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرً ) " انتهى من "تفسير ابن كثير" (6/391).
فالحاصل؛ أن كل الأدعية النبوية الثابتة يتوفر فيها الوصف الذي سألت عنه.
والله أعلم.