الكلمات المتقاطعة
ما حكم الكلمات المتقاطعة وحكم اللعب بها ؟
الجواب
الحمد لله.
من الألعاب الذهنية التي أصبحت تطفح بها الصحف اليومية والمجلات على مختلف مشاربها واهتمامها ، ما يسمى بالكلمات المتقاطعة ، وهي مسابقة ذهنية ترتكز على سعة الإطلاع وتنوع الثقافة واستيعابها لجميع مجالات المعرفة والفن مع سرعة البديهة والفطنة المتوقدة .
وهي من ناحية المبدأ تسلية مباحة ولكن الملاحظ في أغلبها أن كثيرا من الكلمات المستخدمة فيها إما أن تنطوي على شرّ كأسماء لشخصيات فنية تافهة أو متعفنة أخلاقياً ومنحرفة فكرياً أو تطالب بأجوبة أو مرادفات لا تكسب المتسابق كبير فائدة ولا توازي قيمة الجهد الجهيد والوقت المديد الذي يبذله في حلها والتوصل لمعرفتها ، فضلاً عن صرفها له عن المطالعة الجادة وطلب العلم النافع فيكون ذلك من تضييع العمر بما لا ينفع .
ومن الظواهر الغريبة والمقيتة ، انصراف القرّاء للجرائد والمجلات فور شرائها لإنجاز هذه المسابقة دون التفات منهم للموضوعات الأخرى ذات الفائدة ، ولا يبعد أن يورث هذا الشغف إدمانا عليها إلى حد ترك الواجبات .
وبناء عليه فإنّ كثيرا من هذه المسابقات تندرج تحت إطار الملاهي المكروهة إذا ما نزه موضوعها عن محرّم ولم تفض إلى ترك الواجبات ، ولم تصل بصاحبها إلى حد الإدمان والغفلة والنسيان ، وإلا فالقول بالحرمة هو الأوفق في مثل هذه الحالة . من كتاب قضايا اللهو والترفيه لـ مادون رشيد ص 188 بتصرّف
وينبغي على من يُعدّ جداول الكلمات المتقاطعة من المسلمين أن يبثّ فيها ما هو مفيد وأن يجعل القرّاء يبحثون عن كلمات تنفعهم ويتعلمون منها ما يعود عليهم بالخير ، والله الموفّق