الحمد لله.
روى البخاري في "الأدب المفرد" (1255)، قال: حدثنا محمد، قال: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا حَزْمٌ، قَالَ: سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ بْنَ قُرَّةَ يَقُولُ:
" لَمَّا وُلِدَ لِي إِيَاسٌ دَعَوْتُ نَفَرًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَطْعَمْتُهُمْ، فَدَعَوْا، فَقُلْتُ: إِنَّكُمْ قَدْ دَعَوْتُمْ فَبَارَكَ اللَّهُ لَكُمْ فِيمَا دَعَوْتُمْ، وَإِنِّي إِنْ أَدْعُو بِدُعَاءٍ فَأَمِّنُوا، قَالَ: فَدَعَوْتُ لَهُ بِدُعَاءٍ كَثِيرٍ فِي دِينِهِ، وَعَقْلِهِ، وَكَذَا، قَالَ: فَإِنِّي لَأَتَعَرَّفُ فِيهِ دُعَاءَ يَوْمِئِذٍ " .
هذا السند رواته ثقات:
محمد هو: محمد بن مقاتل، أبو الحسن الكسائي المروزي، من رواة الإمام البخاري في "الصحيح".
قال عنه الذهبي رحمه الله تعالى:
" محمد بن مقاتل المروزي... ثقة صاحب حديث " انتهى من "الكاشف" (2 / 223).
وعبد الله هو:
" عبد الله بن المبارك المروزي، مولى بني حنظلة، ثقة ثبت فقيه عالم جواد مجاهد، جمعت فيه خصال الخير " انتهى من"التقريب" (ص 320).
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى:
" قال - أي البخاري - في الصلاة وفي عدة مواضع: حدثنا محمد، حدثنا عبد الله. لا ينسبهما.
ومحمد: هو ابن مقاتل، وعبد الله: هو ابن المبارك. وقد نسبهما أو أحدهما في عدة مواضع، وجزم بما قلناه أبو علي بن السكن " انتهى من"هدي الساري"(ص237).
وحزم شيخ عبد الله بن المبارك، وثقه أهل الحديث، قال الذهبي رحمه الله تعالى:
" حزم بن أبي حزم: مهران القطعي، عن: الحسن، ومعاوية بن قرة... ثقة " انتهى من"الكاشف" (1 / 319).
ومعاوية بن قرة، قال الذهبي رحمه الله تعالى:
" معاوية بن قرة بن إياس بن هلال، أبو إياس المزني البصري... عالم عامل " انتهى من "الكاشف" (2/277).
وفي "التقريب" (ص 538): "ثقة " انتهى.
وصحح هذا الإسناد الشيخ الألباني في "صحيح الأدب المفرد"(ص485).
على أننا نبه السائل إلى أنه المذكور ليس حديثا مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا ذكر للنبي صلى الله عليه وسلم ، ولا لكلامه فيه ، وإنما هو من كلام هذا التابعي الجليل "معاوية بن قرة" ، ودعائه لابنه : إياس ؛ الذي صار فيما بعد لما كبر : عالما جليلا، قاضيا ، فقيها ، فطنا ؛ ولعله اصابته بركة دعاء ولده له في صغره.
قال الشيخ المحدث عبد الله السعد، حفظه الله: " ابنه إياس بن معاوية بن قرة : ثقة جليل، كان قاضيا على البصرة ، وله أحاديث. وكان فقيها، عاقلا، فطنا، نبيلا، وله سيرة حافلة في كتب التراجم.
ولعل هذا من بركة الدعاء للأبناء بالصلاح والبركة . وكان من هدي نبينا صلى الله عليه وسلم : الدعاء بالبركة ؛ فليحرص المسلم من الدعاء بالبركة لنفسه ولأهله وذريته، وما ملك" . انتهى من "التعليق على الأدب المفرد" (834).
والله أعلم.