كنت أقرأ سورة يونس الآية 71-72 ، في أحد كتب ترجمات القرآن الكريم، وفيها: أن قوم نوح من نَسل قابيل. الأمر الذي جعلني في حيرة تامّة وحاولت البحث عن ذلك في تفسير ابن كثير وترجمة أخرى ، لكن لم أجد أيّ مصدر آخر. الرجاء التوضيح.
الحمد لله.
أولًا :
ليس في الكتاب والسنة ما يدل على أن ذرية آدم عليه السلام كانت محصورة في قابيل وهابيل، بل ينقل العلماء أنه قد ولد لآدم عليه السلام أولاد كثيرون، ومنهم تناسل البشر، وهو الذي يدل عليه ظاهر القرآن، وذلك في قول الله تعالى : يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا النساء/1.
وانظر الجواب رقم: (145856).
بل ذكر بعض العلماء أنَّ أنساب بني آدم كلهم يرجعون إلى شيث بن آدم، قال ابن جرير الطبري رحمه الله: "وإلى شيث: أنسابُ بني آدم كلهم اليوم، وذلك أن نسل سائر ولد آدم، غير نسل شيث، انقرضوا وبادوا، فلم يبق منهم أحد، فأنساب الناس كلهم اليوم إلى شيث عليه السلام" انتهى .
"تاريخ الأمم والملوك" (1/103)، وانظر: "التبصرة" لابن الجوزي (1/24،36)، "البداية والنهاية" (1/98) .
ثانيًا :
لم نقف على من نسب قوم نوح إلى قابيل بن آدم من أهل العلم، والذي وقفنا عليه أن قوم نوح عبدوا الأصنام، عبدوا ودًا وسواعًا ويغوث ويعوق ونسرًا، وأنَّ الذي صوَّر لهم هذه الصور (قابيل)، أو (ابن قابيل).
لكنَّ هذا زمن متوغل في القدم قبل التاريخ، فلا يؤخذ إلا بمزيد الاحتراز.
انظر : فتح الباري، لابن حجر: (8/ 668)، التحرير والتنوير: (2/ 306).
ثالثًا :
يذكر العلماء نسب نوح عليه السلام، وأنَّه "نوح بن لامك بن متوشلخ بن خنوخ، وهو إدريس بن يرد بن مهلائيل بن قينن بن أنوش بن شيث بن آدم أبي البشر عليه السلام".
انظر: البداية والنهاية: (1/ 237).
والذي يظهر أنَّ هذا هو نسب قومه أيضًا .
والله أعلم.