أحب رجلا، وأحسست أن لديه مشاعرا تجاهي، وهذا الموضوع حدث فجأة دون أي إنذار مسبق، أو بدون أي سبب، مع العلم إنني كنت لا أحبه في بداية الأمر، وسعيت جاهدة لأتخلص من هذا الشعور، ودعيت ربي كثيرا جدا في جميع أوقات استجابة الدعاء أن ينسيني هذا الرجل، ويصرفني عنه، لكنى فشلت، وكلما كنت أحاول أن أنساه أجد نفسي أني أحبه أكثر، وأينما ذهبت يذكر اسمه بكثرة، وأرى اسمه في كل مكان، وأيضا أرى اسمى واسمه في نفس الوقت، وهذا يحدث كلما أحاول أن أنساه، وعندما أتصفح هاتفي وأجد بالصدفة منشورا عن الزواج أجد اسمه تحت هذا المنشور، وحلمت أحلاما تجمعني به، وتفسيرها معناها زواجي منه، وقبل أن أقابله بسنتين وجدت نفسي أسأل عن معنى اسمه، مع العلم أن هذه ليست عادتي، وعندما أحببته تذكرت هذا الموقف، وكلما أقرر أنى لا أريد أن أراه أو أتحدث عنه فجأة تحدث الصدفة وأراه دون أي تخطيط، أو أجد أحدا أعرفه يحدثني عنه، ذهبت وحكيت لوالدتي كل هذه الصدف التي دائما تربطني به، فأخبرتني بضرورة التخلص من هذا الشعور، وأن كل هذا من فعل الشيطان لا أكثر، وأن كل هذا أوهام، فصليت استخارة، لكنني لم أعرف الإجابة بعد، لكن مازلت أحبه، ومازالت تحدث معي تلك الصدف، فهل هذه أوهام ومن فعل الشيطان فعلا؟ أم هذا الرجل من نصيبي، ويريد الله أن يجمعني به؟
الحمد لله.
السائلة الكريمة،
الذي يظهر لنا من رسالتك، وقصتك: أن هناك اندفاعا قويا، لا نفهم له معنى، ولا سببا منطقيا، ولا هو يدفع بك إلى الطريق الصحيح، إنما مجرد أوهام، أو خيالات، أو "اتباع للهوى" الذي يهوي بصاحبه.
والحقيقة أنّ حل المشكلات العاطفية يتطلب التحلي بقدر كبير من الشجاعة، ونحن نقدر ونتفهم أنّ المشاعر القلبية لا يستطيع المرء التحكم بها غالباً.
لكنه إن عجز عن التحكم في هذه المشاعر، من أصلها، فليس أقل في أن يقطع على نفسه السبل الموصلة إليها، ويغلق الأبواب التي تدخل منها.
ثم إن العاقل، الناصح لنفسه، المشفق عليها من المهالك: لا ينجرف في تيار هذه المشاعر الجامحة، وغير المتعقلة، حتى يبني عليها قراراً مصيريا، أو يظل هو في انتظار طويل، لا يعلم له مدى، ولا أوانا. لا سيما وهو لا يعلم حقيقة موقف الطرف الآخر، من أصل مشاعره، ثم رغبته في التقدم خطوة عملية واضحة، نحو (الحلال).
والذي ننصحك به، أن تدعي الأمر لأوليائك، وأهل ثقتك منهم؛ فإن رأوا أن بالإمكان أن يتخبروا خبر الرجل، ويتعرفوا حاله، وهل هو راغب في الزواج، جاد فيه، أم لا؟
فإذا وجدوا منه رغبة في الزواج، حرصا عليك، فبالإمكان أن يوسطوا من يدله عليكم، ولو من طرف خفي، ويسهلوا له الأمر.
وإن لم يكن راغبا، أو لم يكن جادا، أو رأى أهلك وأولياؤك، أنه ليس بالإمكانهم: فتح الباب أمام الرجل؛ فاصرفي نظرك عنك، وأجمعي الإياس منه، واقطعي على نفسك كل سبيل يدعوك إليه؛ وتلهي عنه، وغدا تنسين، وتلهين عن جموح الفكرة الذي يقلقك.
نسأل الله ان يختار لكِ ما فيه الخير ويسعدكِ في الدارين.
والله أعلم.