الحمد لله.
أولاً :
ينبغي أن تحمدي الله تعالى أن هداك ووفقك للرجوع إليه ، ويجب عليك صوم ما افترضه الله عليك ، ولو كره أبوك ذلك ، فإنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق .
ثانياً :
قد ذكرت أنك تشعرين بالمرض وأنك مصابة بفقر الدم والحساسية ، فهنا لابد من رجوعك إلى طبيبة ثقة ، لمعرفة هل يضرك الصيام أم لا ؟ فإن كان الصيام يضرك بسبب المرض أو يزيد من المرض أو يؤخر الشفاء أو يشق عليك مشقة شديدة فقد يسر الله لك وخفف عنك وأسقط عنك وجوب الصيام ، فافطري وعليك قضاء الأيام التي أفطرتيها بعد شفاءك إن شاء الله تعالى .
ثالثاً :
الواجب على الأب أن يقوم بحق رعيته ، فيأمرهم بفعل الواجبات وترك المحرمات ، فإن قصر في ذلك كان معرضا للعذاب والعقاب ، قال الله تعالى : ) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ) التحريم / 6
وقال النبي صلى الله عليه وسلم : "ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة " رواه البخاري (6731) ومسلم (142) .
وقال النبي صلى الله عليه وسلم : " كلكم راعٍ ومسئول عن رعيته .. والرجل راع في أهله ومسئول عن رعيته …" . رواه البخاري (844) ، ومسلم (3408) ، فسوف يسأل كل صاحب ولاية ( ومنهم الأب ) هل قام بما يجب عليه أم لا ؟
وإن انضاف إلى تفريط الأب أنه ينهى عن المعروف والخير والواجب ، كان إثمه أشد وأعظم ، فإن الله تعالى أخبر أن هذه صفة المنافقين الفاسقين ، يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف: ( الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ) التوبة / 67
وعليك بالصبر واحتساب الأجر ، والاستمرار في نصح الأب ، والاستعانة على ذلك بصالحي أهلك وأقاربك ، مع الدعاء له بالهداية والاستقامة .
وينبغي أن تحذري من الجلوس خارج البيت من غير حاجة ، لما قد يترتب عليه من الضرر أو الفتنة ، فإن احتجت إلى الخروج أو اضطررت فعليك بالالتزام بالحجاب الشرعي وتجدين في السؤال رقم ( 6991 ) شروط الحجاب الشرعي .
نسأل الله أن يحفظك بحفظه ، وأن يهدي والدك إلى الخير والرشاد .
والله أعلم.