ماحكم قول رجع له عقل الرحمن
الحمد لله.
لا يظهر في هذه العبارة ما ينهى عنه.
فالظاهر والمتبادر إلى الفهم أن إضافة العقل للرحمن سبحانه وتعالى هو إضافة خلق ورزق، أي رجع لهذا الإنسان عقله الذي أكرمه الله تعالى به ورزقه إياه ليفهم ويتبين ويعقل.
سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : عما أضافه الله تعالى إلى نفسه مثل وجه الله ، ويد الله ونحو ذلك ؟
فأجاب: أقسام ما أضافه الله إلى نفسه ثلاثة :
القسم الأول : العين القائمة بنفسها ، فإضافتها من باب إضافة المخلوق إلى خالقه ، وهذه الإضافة قد تكون على سبيل العموم كقوله تعالى : { إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ } . وقد تكون على سبيل الخصوص لشرفيته كقوله تعالى : { وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ } وقوله : { نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا } . وهذا القسم مخلوق .
القسم الثاني : العين التي يقوم بها غيرها مثل قوله تعالى : { وَرُوحٌ مِنْهُ } . فإضافة هذه الروح إلى الله من باب إضافة المخلوق إلى خالقه تشريفا فهي روح من الأرواح التي خلقها الله ، وليست جزءا من الله ، إذ إن هذه الروح حلت في عيسى ، عليه السلام ، وهو عين منفصلة عن الله ، وهذا القسم مخلوق .
القسم الثالث : أن يكون وصفا محضا يكون فيه المضاف صفة الله وهذا القسم غير مخلوق ؛ لأن جميع صفات الله غير مخلوقة ، ومثاله قدرة الله ، وعزة الله ، وهو في القرآن كثير" انتهى .
"مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين" (1/166) .
فالذي يظهر أن إضافة العقل إلى الله يدخل في القسم الثاني الذي ذكره الشيخ ابن عثيمين رحمه الله ؛ وأن المراد بذلك: العقل السليم المستقيم، على خلقة الرحمن، جل جلاله.
والله أعلم.