قرأت مقالا علي الإنترنت أن الشافعي رحمه الله تعالى أصله فارسي، وليس من قريش، وأنقل إليكم نصا يتحدث عن أن الشافعي فارسي: " الإمام الشافعي: محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع مولى أبي لهب، وقد طلب من الخليفة عمر أن يجعله من موالي قريش فامتنع، فطلب بعدها من الخليفة عثمان ذلك ففعل، فهو من موالي قريش، وقد ذكر ذلك كل من الرازي في كتابه مناقب الشافعي وأبو زهرة في كتابه المعروف الإمام الشافعي، انظر "الإمام الصادق لأسد حيدر (3/220).
الحمد لله.
الإمام الشافعي رحمه الله تعالى من صميم قريش من بني المطلب ابن عبد مناف.
قال البلاذري رحمه الله تعالى:
" ومنهم – أي من بني المطلب بن عبد مناف -:
السائب بن عبيد بن عبد يزيد بن هاشم بن المطلب، وقد كان أسر يوم بدر، وهو أحد من كان يشبه بالنبي صلى الله عليه وسلم. ومن ولده: عباس، وعلي، وشافع جد الشافعي الفقيه، وهو محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب بن عبيد بن عبد يزيد بن هاشم بن المطلب " انتهى من "أنساب الأشراف" (9 / 393).
وهذا أمر معروف مشهور بين من له دراية بالأنساب، لا ينكرونه.
قال البيهقي رحمه الله تعالى:
" فنسب الشافعي في قريش، واشتهاره بالمطلبي عند الخلفاء والعلماء والشعراء - أشهر من ضوء النهار عند المبصر " انتهى من "مناقب الشافعي" (1/81).
وما ينقله بعض أهل البدع تعصبا لجنس الفرس، من أن الشافعي ليس عربيا من قريش، وإنما هو من مواليهم: فهو أمر كذب لا دليل عليه، وإحالتهم على كتاب "مناقب الشافعي" للفخر الرازي وكتاب أبي زهرة، فهو من الغش والتدليس، فالكتابان ذكرا هذا الرأي لبيان بطلانه لا لإثباته.
فقد فصلّ الفخر الرازي الرد على هذا الرأي في كتابه "مناقب الشافعي" (24 - 27)، وذكر خلاصة هذا الرد الشيخ أبو زهرة حيث قال رحمه الله تعالى:
" بعض المتعصبين ضده من المالكية والحنفية في الوقت الذي ساد فيه التعصب للمذاهب إلى درجة التنافر بين مقلديها، زعموا أن الشافعي لم يكن قرشيا بالنسب، بل كان قرشيا بالولاء، لأن شافعا جده كان مولى لأبي لهب، ولم يلحقه عمر بموالي قريش، ثم ألحقه عثمان من بعد عمر بهم.
وهذا الزعم باطل، وهو يخالف المشهور الذي ذكره الشافعي عن نسبه، ولم يكذبه فيه أحد من مخالفيه في عصره، وإن الثقات من الرواة قد نقلوه، وتناقلته كتب الأخبار، واستفاض.
وعلى من زعم خلاف المشهور المستفيض أن يأتي بحجة، أو سند صحيح يثبت دعواه، وليس لهؤلاء حجة " انتهى. "الشافعي: حياته وعصره" (ص 15 – 16).
فالحاصل؛ أن الإمام الشافعي رحمه الله تعالى من صميم قريش وهذا هو النسب السائر بين أهل العلم بالأنساب، ولم يدّع الشافعي يوما أنه من الموالي، ولا ثبت عن أحد من أهل العلم بالأنساب أنه صحح ذلك.
وللفائدة تحسن مطالعة جواب السؤال رقم: (153652).
والله أعلم.