الحمد لله.
سؤالك فيه عدة جوانب :
فأما الجانب الأول : فإنّ هذا العمل الذي تقوم به أنت وزملاؤك هو من الدعوة إلى الله تعالى ، ونشكرك على هذا العمل في زمانٍ قلّ فيه من يقوم بمثل هذا ، ونبشركم بقول النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَنْ دَلَّ عَلَى خَيْرٍ فَلَهُ مِثْلُ أَجْرِ فَاعِلِهِ ) . رواه مسلم ( 133 ) .
وهذا العمل إن نويت به الزيارة في الله تعالى ، فإنه يكون كذلك إن شاء الله تعالى .
وأما الجانب الثاني : فلا يصدّك عن هذا العمل الدعوي ولا يثنيك عنه لوم لائم ، ما دمت أنت وإخوانك تدعو بعلمٍ وبصيرة كما يظهر من كلامك .
وأما الأمر الثالث : فإذا كان المذكورون معروفين بالعقيدة الصحيحة والعلم وحسن السيرة ، فلا بأس بالتعاون معهم في الدعوة والخروج معهم ، سواء كانت المدة قليلة أو كثيرة ، لقوله تعالى : ( وتعاونوا على البر والتقوى ) المائدة /2 ، وقوله تعالى : ( ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين ) فصلت /33 ، وقوله سبحانه : ( ادعُ إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن ) النحل /125 ، وقول النبي صلى الله عليه وسلم لعلي رضي الله عنه لما بعثه إلى خيبر لدعوة اليهود إلى الإسلام : ( فوالله لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من أن يكون لك حمر النعم ) رواه البخاري ( 3701 ) ومسلم ( 2406 ) .
والنبي صلى الله عليه وسلم قد بعث الدعاة إلى الله سبحانه إلى اليمن وإلى كثير من قبائل العرب .
وهذه الجماعة التي تخرج معها يوجد كثير من أفرادها ينقصهم العلم الشرعي ، وقد يعتقدون بعض الاعتقادات الباطلة وهذا لا يمنعك من الخروج معهم والدعوة إلى الله ، بل اخرج معهم وبَيِّن لهم الحق ، وعَلِّمهم ما جهلوه من السنة ، وانصحهم بترك ما يفعلونه من بدع ومخالفات لعل الله تعالى ينفعهم بك .
والله تعالى أعلم .