الحمد لله.
لم يرد نص صحيح في سبب تسمي نوح عليه السلام بهذا الاسم، وغاية ما ورد فيه هو قول ليزيد الرقاشي وهو من التابعين.
روى ابن أبي حاتم في "التفسير" (5 / 1505)، قال: حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْقُرَشِيُّ، حدثنا عَبَّادُ بْنُ كُلَيْبٍ أَبُو غَسَّانَ اللَّيْثِيُّ، حدثنا مُسْلِمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْعَبَّادَانِيُّ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ، قَالَ: ( إِنَّمَا سُمِّيَ نُوحٌ ، لِطُولِ مَا نَاحَ عَلَى نَفْسِهِ ).
واسم نوح، هو اسم نبي من أنبياء الله الكرام، ومن أولي العزم من الرسل، صلى الله وسلم على نبيا محمد، وعليه وعلى أنبياء الله أجمعين.
ومن المستحب في باب الأسامي: التسمي بأسماء الأنبياء، فقد سمى بها النبي صلى الله عليه وسلم ولنا فيه أسوة. كما قال الله تعالى: ( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ) الأحزاب/21.
قال ابن كثير رحمه الله تعالى: " هذه الآية الكريمة أصل كبير في التأسي برسول الله صلى الله عليه وسلم في أقواله وأفعاله وأحواله " انتهى من "تفسير ابن كثير" (6/391).
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( وُلِدَ لِي اللَّيْلَةَ غُلَامٌ، فَسَمَّيْتُهُ بِاسْمِ أَبِي، إِبْرَاهِيمَ ) رواه مسلم (2315).
وسمى أيضا ابن أبي موسى باسم إبراهيم.
عَنْ أَبِي مُوسَى، قَالَ: ( وُلِدَ لِي غُلاَمٌ، فَأَتَيْتُ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَسَمَّاهُ إِبْرَاهِيمَ، فَحَنَّكَهُ بِتَمْرَةٍ، وَدَعَا لَهُ بِالْبَرَكَةِ، وَدَفَعَهُ إِلَيَّ ) رواه البخاري (6198) في باب "مَنْ سَمَّى بِأَسْمَاءِ الأَنْبِيَاءِ"، ورواه مسلم (2145).
وسمى ابن عبد الله بن سلام باسم يوسف.
عن يوسف بن عبد الله بن سلام رضي الله عنهما قال: ( سَمَّانِي النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُوسُفَ، وَأَقْعَدَنِي عَلَى حِجْرِهِ، وَمَسَحَ عَلَى رَأْسِي ).
رواه البخاري في "الأدب المفرد" (838) تحت باب "أسماء الأنبياء"، وصححه الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (10 / 578)، والألباني في "صحيح الأدب المفرد".
والله أعلم.