الحمد لله.
أولاً :
أما تارك الصلاة فقد بيّنا حكمه وأن بعض العلماء – وهو الراجح - قد حكم بكفره وعدم تزويجه أو بقاء الزوجة عنده وحرمة ذبيحته إلى غير ذلك من أحكام قد ذكرناها مفصّلة ،
فانظري جواب السؤال ( 83165 ) و ( 20059 ) .
ثانياً :
أما استهزاء زوجة أخيكِ بالملتزمين وسبهم والسخرية منهم : فلتعلم أنها بهذه الأفعال على خطر عظيم ، وأن هذه الأفعال قد تخرجها من الملة .
سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : عن حكم الاستهزاء بالملتزمين بأوامر الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم ؟
فأجاب قائلا : الاستهزاء بالملتزمين بأوامر الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم ، لكونهم التزموا بذلك محرم وخطير جدّاً على المرء ، لأنه يخشى أن تكون كراهته لهم لكراهة ما هم عليه من الاستقامة على دين الله وحينئذ يكون استهزاؤه بهم استهزاء بطريقهم الذي هم عليه فيشبهون من قال الله عنهم : ( ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزءون لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم ) التوبة/65–66 ، فإنها نزلت في قوم من المنافقين قالوا : " ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء – يعنون رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، وأصحابه – أرغب بطوناً ، ولا أكذب ألسناً ، ولا أجبن عند اللقاء " . فأنزل الله فيهم هذه الآية .
فليحذر الذين يسخرون من أهل الحق لكونهم من أهل الدين فإن الله - سبحانه وتعالى – يقول : ( إن الذين أجرموا كانوا من الذين آمنوا يضحكون . وإذا مروا بهم يتغامزون . وإذا انقلبوا إلى أهلهم انقلبوا فكهين . وإذا رأوهم قالوا إن هؤلاء لضالون . وما أرسلوا عليهم حافظين . فاليوم الذين آمنوا من الكفار يضحكون . على الأرائك ينظرون . هل ثوب الكفار ما كانوا يفعلون ) المطففين/29–36 .
" مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين " ( 2 / السؤال رقم 236 ) .
وسب المسلم من كبائر الذنوب ، وبخاصة إذا سبَّهم لالتزامهم واستقامتهم ، وهنا يُخشى على السَّابِّ أن يقع في الردة ، كما سبق في الاستهزاء .
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " سباب المسلم فسوق وقتاله كفر " . رواه البخاري ( 48 ) ومسلم ( 64 ) .
قال النووي :
السب في اللغة الشتم والتكلم في عرض الإنسان بما يعيبه ، والفسق في اللغة : الخروج . والمراد به في الشرع : الخروج عن الطاعة .
وأما معنى الحديث : فسب المسلم بغير حق حرام بإجماع الأمة ، وفاعله فاسق كما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم ." شرح مسلم " ( 2 / 53 ، 54 ) .
فننصحك بإيصال النصح لها ولو كان ذلك عن طريق أخيك لكان أفضل ، وأوقفيه على حكم أفعالها في الشرع ، وليحرص على هدايتها ببذل ما يستطيعه من وسائل .
ولا ننصحك بمجالستها إلا أن تتوب وترجع إلى ربها عز وجل ، ونخشى عليكِ من ردة الفعل تجاهها ، كما نخشى عليها من زيادة الإثم كلما رأتكِ أو جلست معكِ .
وقال تعالى : ( وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آَيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ) الأنعام/68 .
وقد يكون كلامك معها ، وعدم مقاطعتك لها أنفع لها لما فيه من تأليف قلبها ، ولتقتصري على مثل السلام والترحيب بها والسؤال عن أحوالها من غير الخوض معها في نقاشات مما قد يجرها إلى الوقوع في المحرم .
ولا تنسي - مع بذل الجهد في نصحها – أن تدعي لها بالهداية والصلاح .
والله أعلم .