اذا رايت أحد الانبياء عليهم السلام في المنام هل يعني اني رؤيتهم حقيقه مثل النبي محمد صلى عليه وسلم أن الشيطان لا يتمثل بهم
الحمد لله.
أولا:
صح الحديث بأن الشيطان لا يستطيع أن يتمثل بصورة النبي صلى الله عليه وسلم في المنام.
روى البخاري (110) و (6993)، ومسلم (2266) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: مَنْ رَآنِي فِي الْمَنَامِ فَقَدْ رَآنِي، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لَا يَتَمَثَّلُ فِي صُورَتِي.
قَالَ البخاري: قَالَ ابْنُ سِيرِينَ: " إِذَا رَآهُ فِي صُورَتِهِ ".
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى:
" كان محمد يعني بن سيرين إذا قص عليه رجل أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( صف لي الذي رأيته، فإن وصف له صفة لا يعرفها، قال: لم تره ) وسنده صحيح.
ووجدت له ما يؤيده فأخرج الحاكم من طريق عاصم بن كليب حدثني أبي قال: قلت لابن عباس: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام. قال: صفه لي! قال: ذكرت الحسن بن علي فشبهته به، قال: قد رأيته ) وسنده جيد " انتهى. "فتح الباري" (12 / 384).
وطالع للفائدة جواب السؤال رقم (23367).
ثانيا:
هذا الذي تقرر من عدم تمثل الشيطان بصورة النبي صلى الله عليهم، إنما هو بخصوص نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وأما ما يتعلق بسائر الأنبياء عليهم السلام، فلم نقف على نص بخصوص هذه المسألة؛ إلا ما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية، رحمه الله تعالى، في كلام له:
" والنبي صلى الله عليه وسلم قال: ( مَنْ رَآنِي فِي الْمَنَامِ فَقَدْ رَآنِي حقا، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لَا يَتَمَثَّلُ فِي صُورَتِي )، وفي رواية ( في صورة الأنبياء )، فرؤيا الأنبياء في المنام حق " انتهى. "الجواب الصحيح" (2 / 326).
لكن لم نقف لهذه الرواية على إسناد.
وقد نص بعض أهل العلم، على أن الشيطان لا يتمثل بصور سائر الأنبياء عليهم السلام.
كقول البغوي رحمه الله تعالى:
" ورؤية النبي صلى الله عليه وسلم في المنام حق، ولا يتمثل الشيطان به، وكذلك جميع الأنبياء، والملائكة عليهم السلام " انتهى. "شرح السنة للبغوي" (12 / 228).
وكذا نقل ابن الملقن، عن أبي القاسم الأندلسي، كما في "التوضيح لشرح الجامع الصحيح" (32/ 221).
واستأنس الدكتور سهل بن رفاع العتيبي لهذا الرأي بما يُعلم من حفظ الله عز وجل لأنبيائه من الشيطان.
قال الدكتور سهل بن رفاع العتيبي:
"... رؤية النبي صلى الله عليه وسلم في المنام حق، وأن الشيطان لا يتمثل في صورته صلى الله عليه وسلم في اليقظة والمنام. فيبقى السؤال هل جميع الأنبياء عليهم السلام مثله في أن الشيطان لا يتمثل على صورهم في المنام، أو هذا خاص بنبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم؟
والجواب: أنه ليس في الأحاديث السابقة ما يدل على الخصوص قطعًا، ولا على العموم قطعًا؛ ولكن ما يعلم من حفظ الله عز وجل لأنبيائه من الشيطان، يُشعر بأن الشيطان لا يتمثل بصورهم، ولهذا قال بعض العلماء بجواز رؤية الأنبياء في المنام...
ومعلوم أن شرط صحة رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم في المنام أن يرى على صورته، وعلى ذلك يقال في شرط صحة رؤيا الأنبياء في المنام: أن تكون على صورهم المعلومة لنا؛ فإذا لم تعلم، فلا يجزم بتلك الرؤيا، لاحتمال أن تكون من الشيطان والله أعلم " انتهى. "الرؤى عند أهل السنة والجماعة" (ص 367).
والله أعلم.