الحمد لله.
أولاً :
ينبغي أن تعلم أن الشيطان حريص كل الحرص على التفريق بين الرجل وامرأته ، فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( إِنَّ إِبْلِيسَ يَضَعُ عَرْشَهُ عَلَى الْمَاءِ ، ثُمَّ يَبْعَثُ سَرَايَاهُ ، فَأَدْنَاهُمْ مِنْهُ مَنْزِلَةً أَعْظَمُهُمْ فِتْنَةً ، يَجِيءُ أَحَدُهُمْ فَيَقُولُ : فَعَلْتُ كَذَا وَكَذَا ، فَيَقُولُ : مَا صَنَعْتَ شَيْئًا ! قَالَ : ثُمَّ يَجِيءُ أَحَدُهُمْ فَيَقُولُ : مَا تَرَكْتُهُ حَتَّى فَرَّقْتُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ امْرَأَتِهِ ، قَالَ : فَيُدْنِيهِ مِنْهُ ، وَيَقُولُ : نِعْمَ أَنْتَ !) رواه مسلم (5023) .
وحتى يصل الشيطان إلى مقصوده ذلك فإن له مداخل كثيرة يدخل منها إلى الإنسان ، منها : التشكيك في عفة امرأته .
ثانياً :
ينبغي أن تعلم أيضاً : أن عدم نزول الدم عند الجماع الأول لا يعني بالضرورة الطعن في عفة المرأة ، لأن الغشاء قد يكون مطاطيا فلا يحصل نزيف عند الجماع ، كما ذكر ذلك الأطباء .
كما أنه قد يزول من المرأة بأسباب كثيرة غير الجماع ، كالرياضة أو القفز ونحو ذلك .
ثم إن الدم المتوقع نزوله في الغالب قد يكون قطرة أو قطرتين ، وينزل هذا الدم مختلطاً بالإفرازات ، فقد لا يراه الرجل لعدم ظهوره .
فلكل هذه الاحتمالات – ولغيرها – لا يجوز للرجل أن يشكك في عفة امرأته من أجل أنها لم ينزل منها دم عند الجماع ، فعدم نزول الدم لا يعني عدم العفة ، كما أن نزول الدم لا يعني العفة ؛ لما قد تفعله بعض النساء من عمليات رتق للغشاء .
فإذا كانت امرأتك امرأة عفيفة وصاحبة دين وخلق فلا تجعل للشيطان سبيلاً عليكما ، فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم ، ولا تشك في امرأتك من غير دليل واضح .
بارك الله لكما ، وبارك عليكما ، وجمع بينكما في خير ، وصرف عنكما كيد الشيطان .
وانظر جواب السؤال رقم ( 40278 ) ففيه زيادة فائدة .
والله أعلم .