الحمد لله.
2. أما إذا تحقق لديه أنه ألقى عليه تحية الإسلام من غير لبس ، فقد قال ابن القيم رحمه الله :
فلو تحقق السامع أن الذمي قال له سلام عليكم لا شك فيه ، فهل له أن يقول : وعليك السلام ، أو يقتصر على قوله " وعليك " ؟
فالذي تقتضيه الأدلة الشرعية وقواعد الشريعة : أن يقال له وعليك السلام ؛ فإن هذا من باب العدل والله يأمر بالعدل والإحسان . " أحكام أهل الذمة " ( 1 / 425 ، 426 ) .
3. قال الشيخ محمد الصالح بن عثيمين حفظه الله :
إن هؤلاء الذين يأتوننا من الشرق ومن الغرب ممن ليسوا مسلمين ؛ لا يحل لنا أن نبدأهم بالسلام ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال " لا تبدؤوا اليهود والنصارى بالسلام " رواه مسلم في صحيحه .
وإذا سلموا علينا فإننا نرد عليهم بمثل ما سلموا علينا به ، لقوله تعالى وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها [ النساء / 86 ] .
وسلامهم علينا بالتحية الإسلامية " السلام عليكم " لا يخلو من حالين :
الحال الأولى : أن يفصحوا بـ " اللام " فيقولوا " السلام عليكم " ، فلنا أن نقول : " عليكم السلام " أو " وعليكم " .
الحال الثانية : إذا لم يفصحوا بـ " اللام " مثل أن يقولوا " السام عليكم " : فإننا نقول : " وعليكم " فقط ؛ وذلك لأن اليهود كانوا يأتون إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فيسلمون عليه بقولهم " السام عليكم " غير مفصحين بـ " اللام " ، والسام هو : الموت ، يريدون الدعاء على النبي صلى الله عليه وسلم بالموت ، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم أن نقول لهم " وعليكم " .
فإذا كانوا قالوا " السام عليكم " فإننا نقول : " وعليكم " ، يعني : أنتم أيضاً عليكم السام .
هذا ما دلت عليه السنة .
وأما أن نبدأهم نحن بالسلام فإن هذا قد نهانا عنه نبينا صلى الله عليه وسلم .
" مجموع فتاوى ابن عثيمين " ( 2 / 97 ، 98 ) .
والله أعلم
وللمزيد يراجع السؤال رقم 6583 .