الحمد لله.
قوة الإيمان لابد أن يظهر أثرها على الإنسان في حياته وسلوكه ، وإصرار الإنسان على المعصية دليل على ضعف إيمانه .
والواجب عليك أن تسعى إلى غرس الإيمان وتقويته لديها ، والمراد بذلك الإيمان الذي يدفع صاحبه إلى العمل والسلوك الشرعي .ثم تسعى لغرس محبة الحجاب والأعمال الصالحة ، ومن ذلك بيان فوائد الحجاب ومحاسنه وإعطاؤها بعض الكتب والاشرطه الصوتية _ إن وجدت _ التي تتحدث عن ذلك ، ومن الوسائل المهمة التي تعين على هذا ربطها ببعض النساء الصالحات المرتديات للحجاب _ بطريقٍ غير مباشر _ والحرص على كثرة اللقاءات العائلية مع الأقارب الصالحين .
وبعد ذلك تكون قد هيأت الوسائل لإقناعها ، فعليك إلزامها بالطريقة المناسبة وعدم السماح لها بالخروج إلى الأماكن العامة بدون حجاب . ( ومن المهمّ أن تبيّن لابنتك وجوب الحجاب وحكم الله فيه ، ولو فهمت أن أمها مقصّرة ، وعليك أن تشرح لها بما يستوعبه عقلها ما يفسّر التناقض بين الحكم الشرعي النّظري والسلوك المخالف لأمها ومن يدري فلعلها تنصح هي أمها بالحجاب بطريقة براءة الأطفال المؤثّرة ) .
أما السؤال الثاني فلا شك أن الأباء مسؤولون عن عدم لبس زوجاتهم وبناتهم للحجاب ، والتزامهم الأحكام الشرعية كما قال تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة ) وكما عليه الصلاة والسلام " كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته ، والرجل راعٍ في أهل بيته ومسؤول عن رعيته ..." .
لكن حين يفعل الإنسان الأسباب ويجتهد في ذلك ثم لا يوفّق فإن الله يعذره ولا يعاقبه ، بل يثيبه على ما فعل واجتهد ، والله لا يُضيع أجر من أحسن عملا .