تعاني من مشكلة التأتاة فهل هناك أدعية لعلاجها ؟
أخت تسأل : أنا مبتلاة بمشكلة ( التأتأة ) أي : صعوبة النطق وتردد الحروف ، والحمد لله مازلت صابرة على قدر الله ، هل هناك أدعية ما في الكتاب والسنة يدعو بها لإنسان لحل هذه المشكلة ؟ وإذا كانت نعم فما هي ؟
الجواب
الحمد لله.
أولاً :
نسأل الله تعالى أن يُعظم للأخت المبتلاة الأجر ، ونسأله تعالى أن يشفيها ويعافيها
، ونوصيها بالصبر والاحتساب ، وهذا من صفات أهل الإيمان .
ولتعلم هذه الأخت أن مثل هذه الابتلاءات لها حكَم بالغة ، وهي مما يُكفَّر بها عنها
الخطايا ، ويرفع بها لها الدرجات .
عَنْ صُهَيْبٍ الرُّومي رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( عَجَباً لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ
خَيْرٌ ، وَلَيْسَ ذَاكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ ، إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ
شَكَرَ فَكَانَ خَيْراً لَهُ وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْراً
لَهُ ) رواه مسلم ( 2999 ) .
قال علماء اللجنة الدائمة : " الله سبحانه حكيم عليم بما يصلح شأن عباده ، عليم بهم
، لا يخفى عليه شيء ، فيبتلي عباده المؤمنين بما يصيبهم من مختلف أنواع المصائب في
أنفسهم ، وأولادهم ، وأحبابهم ، وأموالهم ؛ ليعلم الله سبحانه - علماً ظاهراً -
المؤمن الصابر المحتسب من غيره ، فيكون ذلك سبباً لنيله الثواب العظيم من الله جل
شأنه ، وليعلم غير الصابر من الجزعين الذين لا يؤمنون بقضاء الله وقدره ، أو لا
يصبرون على المصائب ، فيكون ذلك سبباً في زيادة غضب الله عليهم ، قال تعالى : (
وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ
الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ) ، وقال
سبحانه وتعالى : ( وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ
وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ
ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ ) إلى أن قال : ( وَالصَّابِرِينَ
فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا
وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ ) ، وقال سبحانه : ( وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى
نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ ) ،
والعلم الظاهر : الموجود بين الناس ، وإلا فهو سبحانه يعلم في الأزل الصابر وغيره .
كما أن المصائب - من الأمراض والعاهات والأحزان - سبب في حط خطايا وتكفير ذنوب
المؤمن ، فقد ثبت في أحاديث كثيرة أنها تحط الخطايا ، فعن أبي سعيد وأبي هريرة رضي
الله عنهما أنهما سمعا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( ما يصيب المؤمن من
وَصَب ولا نَصَب ولا سقم ولا حزَن حتى الهمّ يهمّه ، إلا كفر الله به سيئاته )
أخرجه البخاري ومسلم والترمذي
، وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : ( أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم
وهو يوعك فمسسته بيدي فقلت : يا رسول الله إنك توعك وعكاً شديداً ، قال : أجل إني
أوعك كما يوعك رجلان منكم " قلت : أذلك بأن لك أجرين ؟ قال : أجل ، ما من مسلم
يصيبه أذى من مرض فما سواه إلا حط الله به سيئاته كما تحط الشجرة ورقها )
أخرجه البخاري ومسلم .
هذا وقد تكون الأمراض ونحوها عقوبة ، ومع ذلك تكون كفارة لمن أصابته إذا صبر واحتسب
؛ لعموم ما تقدم من النصوص ؛ ولقوله سبحانه : ( وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ
فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ ) .
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم "
انتهى .
الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، الشيخ عبد الرزاق عفيفي ، الشيخ عبد الله بن
غديان .
"فتاوى اللجنة الدائمة" (8/336) .
ثالثاً :
لا نعلم شيئاً في السنَّة النبوية يقال عند الابتلاء بهذا ، وفي الطب الحديث – كذلك
– لا يوجد ـ فيما نعلم ـ دواء لهذا الداء ؛ لأنه ـ في الغالب الأعم من حالاته ـ لا
يعد مرضاً بل مشكلة يحتاج علاجها إلى عناصر مهمة أن توجد في المبتلى ، وهي : الثقة
بالنفس ، والبيئة البيتية والمدرسية والسكنية الواعية التي لا تتسبب في ضغط نفسي
على المبتلى ، والتدرب على طريقة الكلام المناسبة ببطء ومهل حتى يتخلص من مشكلته –
بإذن الله – نهائيّاً ، ويحتاج هنا لمساندة أخصائي النطق والتخاطب .
وفي السنة النبوية أدعية يقولها المريض أيّاً كان مرضه ، ويمكن الاطلاع عليها في
جواب السؤال رقم : ( 20176 ) .
والله أعلم