الحمد لله.
أولا :
نحمد الله تعالى أن من عليك بالهداية والاستقامة ، ونسأله سبحانه أن يزيدك علما وهدى . ونذكرك بشكر الله تعالى على هذه النعمة العظيمة ، فإن الشكر يزيد النعم ، قال تعالى : ( وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ) إبراهيم/7 .
ثانيا :
ما ذكرت من شروط التوبة صحيح ، وأما قضاء العبادات المتروكة من صلاة وصيام ، ففيه قولان لأهل العلم ، فمنهم من يلزم بقضائها ، وهو مذهب الجمهور .
ومن العلماء من لا يلزم تارك الصلاة بقضاء ما تركه من الصلاة ، بناء على القول بكفره ، فتكون التوبة حينئذ إسلاما يهدم ما قبله من الذنوب .
ومن العلماء من لا يرى القضاء على تارك الصلاة عمدا ، سواء قيل بكفره أولا ، لأن النص إنما جاء في المعذور الذي نام عن الصلاة أو نسيها .
والذي دلت عليه الأدلة الصحيحة هو كفر تارك الصلاة ، سواء تركها كسلا أو جحودا ، وانظر أدلة ذلك في الجواب رقم (5208) .
وإلزام التائب بقضاء ما فات ، فيه تعسير للتوبة ، وتنفير منها ، لكن ينبغي للتائب أن يكثر من الأعمال الصالحة ، لقوله تعالى : ( وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى ) طه/82 .
وقد سئلت اللجنة الدائمة للإفتاء : لقد سافرت إلى الولايات المتحدة الأمريكية لغرض الدراسة وأمضيت هناك خمس سنوات تركت فيها الصلاة والصيام ، وقد هداني الله واستقمت والحمد لله ، فكيف أقضي تلك الصلاة والصيام ؟
فأجابت :
" إذا كان الواقع كما ذكرت من التوبة وسلوكك طريق الهدى فليس عليك قضاء ما تركته عمداً من الصلاة والصيام ، لأن ترك الصلاة كفر أكبر ، وردة عن الإسلام ، وإن لم يجحد التارك وجوبها في أصح قولي العلماء ، والمرتد إذا أسلم لا يؤمر بقضاء ما ترك من الصلاة والصيام في ردته ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( الإسلام يهدم ما كان قبله ، والتوبة تهدم ما كان قبلها) ، وعليك أن تحافظ مستقبلاً على أداء الصلاة جماعة في وقتها مع المسلمين في المساجد، وأداء صيام رمضان ، ويشرع لك الإكثار من الأعمال الصالحة ونوافل العبادة من صلاة وصيام وصلة رحم وصدقات وغير ذلك من أعمال الخير حسب الاستطاعة ، لقول الله تعالى : ( وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحاً ثم اهتدى ) . ونسأل الله لنا ولك الثبات على الحق والتوفيق إلى أقوم طريق " انتهى . "فتاوى اللجنة الدائمة" (6/41) .
وراجع السؤال رقم (610) .
ثالثا :
أما الفتاة ، فينبغي أن تقطع كل علاقة بها ، حتى لا يجد الشيطان سبيلا لاستدراجك إلى إعادة العلاقة معها ، وإن وجدت من النساء الصالحات من يمكنها دعوتها فحسن .
نسأل الله لك مزيدا من التوفيق والثبات .
والله أعلم .