الحمد لله.
إذا كانت الجائزة تعطى من المتسابقين ، وهم طلاب الحلقة ، بأن يدفع كل منهم مبلغا من المال، ثم تعطى الجائزة من هذه الأموال : فإن هذا لا يجوز ، لأنها صورة من صور الميسر والرهان المحرم.
أما إذا كانت الجائزة يدفعها من لا يشارك في المسابقة ، كما لو كانت من المدرس ،
أو من جمعية تحفيظ القرآن الكريم أو من أحد المتبرعين ، ونحو ذلك : فلا بأس بهذه
المسابقة ، وتكون جائزة.
وانظر الفتوى رقم : (114530) .
والذي يظهر أن الهدف من وراء هذه المسابقة هو التشجيع على إطعام الطعام ، وزيادة الألفة والمحبة بين طلاب الحلقة ، بمشاركة بعضهم بعضا في تناول الطعام ، وإدخال السرورة عليهم وشيء من الفرح والمرح بهذه المسابقة ، وحصول شيء من التواصل مع أهالي الطلاب ، مما يكون سببا في زيادة ارتباط الطلاب بالحلقة واستمرارهم فيها ، وهذه كلها مقاصد حسنة يحث عليها الشرع .
وينبغي أن يحرص المشاركون في هذه المسابقة على ألا يتسلل إليهم الشيطان ، فيفسد
عليهم نيتهم ، ويحولها من النية الحسنة الصالحة إلى المباهاة والمفاخرة ، فإن النبي
صلى الله عليه وسلم "نَهَى عَنْ طَعَامِ الْمُتَبَارِيَيْنِ ؛ أَنْ يُؤْكَلَ" رواه
أبو داود (3754) والبيهقي في "الشعب" ، وقال عقبه : " يَعْنِي الْمُتَعَارِضَيْنِ
بِالضِّيَافَةِ ، فَخْرًا أَوْ رِيَاءً "
وصححه الألباني في "الصحيحة" (626) .
قال الخطابي رحمه الله :
" الْمُتَبَارِيَانِ: هُمَا الْمُتَعَارِضَانِ بِفِعْلَيْهِمَا، يُقَالُ تَبَارَى
الرَّجُلَانِ إِذَا فَعَلَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِثْلَ فِعْلِ صَاحِبِهِ ،
لِيُرَى أَيُّهُمَا يَغْلِبُ صَاحِبَهُ، وَإِنَّمَا كُرِهَ ذَلِكَ لِمَا فِيهِ مِنَ
الرِّيَاءِ وَالْمُبَاهَاةِ، وَلِأَنَّهُ دَاخِلٌ فِي جُمْلَةِ مَا نُهِيَ عَنْهُ
مِنْ أَكْلِ الْمَالِ بِالْبَاطِلِ " انتهى من "عون المعبود" (10/ 161).
والله أعلم .
تعليق