الخميس 18 رمضان 1445 - 28 مارس 2024
العربية

حول صحة نسبة هذا القول للنبي صلى الله عليه وسلم :" ما قدر لماضغيك أن يمضغاه فلابد أن يمضغاه "

268162

تاريخ النشر : 19-12-2017

المشاهدات : 12114

السؤال

ما درجة حديث: ( ما قدر لماضغيك أن يمضغا فليمضغا ) ؟

ملخص الجواب

ملخص الجواب :  القول المذكور لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا عن أحد من أصحابه 

الجواب

الحمد لله.

فإن هذا القول الذي ذكره السائل الكريم لا يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ولم ينسبه أحد من أهل العلم إلى النبي صلى الله عليه وسلم .

وإنما عزاه بعض كتاب الصوفية إلى بعض المشايخ دون تسمية .

فقد ذكره ابن عطاء الله السكندري في "التنوير في إسقاط التدبير" (ص214) فقال :" واسمع ما قال بعض المشايخ : أيها الرجل : ما قدر لماضغيك أن يمضغاه ، فلابد أن يمضغاه ، فكله ويحك بعز ، ولا تأكله بذل ". انتهى

وذكره كذلك أبو العباس الحسني في "البحر المديد في تفسير القرآن المجيد" (7/52) فقال : " وقال آخر: ما قُدر لماضغيك أن يمضغاه فلابدّ أن يمضغاه ، فامضغه ويحك بعز ، ولا تمضغه بذل ". انتهى

وبعض المعاصرين ينسبه للنبي صلى الله عليه وسلم ، وبعضهم ينسبه إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، ولم نقف لهذا القول على سند .

ومعناه صحيح ، فما قدره الله للعبد سيراه ، ولن يحول بينه وبين العبد أحد كائنا من كان .

وقد ورد في هذا المعنى عدة أحاديث صحيحة ، ومن أشهرها حديث ابن عباس رضي الله عنه المشهور .

وقد أخرجه الترمذي في "سننه" (2516) ، وأحمد في "مسنده" (2669) ، من حديث ابن عباس رضي الله عنهما ، قَالَ: ( كُنْتُ خَلْفَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا ، فَقَالَ:" يَا غُلاَمُ إِنِّي أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ ، احْفَظِ اللَّهَ يَحْفَظْكَ ، احْفَظِ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ ، إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلِ اللَّهَ ، وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ ، وَاعْلَمْ أَنَّ الأُمَّةَ لَوْ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلاَّ بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ ، وَلَوْ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلاَّ بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ ، رُفِعَتِ الأَقْلاَمُ وَجَفَّتْ الصُّحُفُ ).

والحديث حسنه ابن حجر في "موافقة الخبر الخبر في تخريج أحاديث المختصر" (1/327) ، وصححه الشيخ الألباني في "السلسلة الصحيحة" (2382) .

ومن هذه الأحاديث كذلك ما أخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه" (35473) من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم :( أَيُّهَا النَّاسُ ، إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ شَيْءٍ يُقَرِّبُكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ وَيُبْعِدُكُمْ مِنَ النَّارِ إِلاَّ قَدْ أَمَرْتُكُمْ بِهِ ، وَلَيْسَ شَيْءٌ يُقَرِّبُكُمْ مِنَ النَّارِ وَيُبْعِدُكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ إِلاَّ قَدْ نَهَيْتُكُمْ عَنْهُ وَإِنَّ الرُّوحَ الأَمِينَ نَفَثَ فِي رُوْعِي ، أَنَّهُ لَيْسَ مِنْ نَفْسٍ تَمُوتُ حَتَّى تَسْتَوْفِيَ رِزْقَهَا ، فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَجْمِلُوا فِي الطَّلَبِ ، وَلاَ يَحْمِلْكُمَ اسْتِبْطَاءُ الرِّزْقِ عَلَى أَنْ تَطْلُبُوهُ بِمَعَاصِي اللهِ فَإِنَّهُ لاَ يُنَالُ مَا عِنْدَ الله إِلاَّ بِطَاعَتِهِ ) .

والحديث حسنه الشيخ الألباني في "السلسة الصحيحة" (2866) .

والخلاصة :

أن القول المذكور لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا عن أحد من أصحابه ، ونوصي إخواننا بالتحري عند نسبة شيء للنبي صلى الله عليه وسلم .

والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب