الحمد لله.
اختلف الفقهاء رحمهم الله في العقم هل يعد عيبا في النكاح ؟
والصحيح أنه عيب ، لأن حصول الأولاد من أهم مقاصد النكاح ، والناس يعتبرون كتمان هذا العيب غشاً .
وقد قرّر ابن القيم رحمه الله أن كل عيب ينفر أحد الزوجين من الآخر ، ولا يحصل به مقصود النكاح من الرحمة والمودة ، فإنه يجب بيانه ويثبت الحق في فسخ النكاح إذا كتم هذا العيب ، ووافقه على ذلك بعض أهل العلم المعاصرين ومنهم الشيخ ابن عثيمين رحمه الله ، ورأى أن عدم الإنجاب عيب يوجب الخيار للزوج أو الزوجة .
قال رحمه الله : " والصواب أن العيب كل ما يفوت به مقصود النكاح ، ولاشك أن من أهم مقاصد النكاح : المتعة ، والخدمة ، والإنجاب ، فإذا وجد ما يمنعها فهو عيب ، وعلى هذا فلو وجدت الزوج عقيما ، أو وجدها هي عقيمة فهو عيب " انتهى من الشرح الممتع (12/220).
وانظر جواب السؤال رقم (43496)
وعلى هذا فالواجب على صديقك أن يخبر من يريد الزواج منها بعقمه ، فإن قبلت بذلك ، فلا حرج عليه في نكاحها ، وإن كتم ذلك ولم يبينه كان غاشا ، وكان لزوجته الخيار في الفسخ إن تبين عدم إنجابه . هذا ما يتعلق بصديقك .
وأما أنت فيجب عليك – بعد تأكدك من وجود هذا العيب ، وأنه لا يرجى الشفاء منه – أن تبين ذلك لوالد الفتاة ، فإن هذا من النصيحة لهم ، ويكفيك في ذلك أن تقول لهم : لا أشير عليكم به أو أنصحكم بالعدول عنه ونحو ذلك من العبارات ، فإن أبوا إلا أن تبين لهم السبب فلا حرج عليك في ذلك ، وليكن قصدك هو النصح لهم ، لا إيذاء صاحبك .
وحتى لا يكون هذا سبباً لإفساد ما بينك وبين صاحبك ، فليكن هذا الأمر سرّاً بينك وبينهم ، ولهم أن يتثبتوا من صحة كلامك بسؤال الطبيب الذي كان يعالج صاحبك ، ثم ليكن ردهم له من غير ذكر هذا السبب حتى لا تقع بينك وبينه عداوة أو بغضاء .
والله أعلم .
تعليق