الحمد لله.
أولا :
ما ذكرت من العلاقة مع قريبتك وما شابها من اقتراف الحرام ، أمر يؤسف لوقوعه بين أهل الإسلام ، وهو دليل على تقصير الآباء والأمهات في حفظ بناتهم ، ومنعهن من الاختلاط مع الرجال ، والتساهل مع الأقارب في هذا الشأن .
ونحمد الله تعالى أن بصركما بخطئكما ووفقكما للتوبة والندم والاستغفار ، ونسأله سبحانه العفو والصفح والقبول .
ثانيا :
ينبغي معرفة الأسباب التي تدعو هذه الفتاة لفسخ الخطبة ، ويمكنك أن توكل هذا الأمر لإحدى قريباتك ، فربما كانت هناك أسباب يمكن علاجها .
وإذا أصرت الفتاة على موقفها ، فما عليك إلا أن تصبر وتحتسب ، ولعل في ذلك خيرا لك ، فإن الإنسان لا يدري أين يكون الخير ، ومع من تكون السعادة والهناء .
وينبغي أن تستخير الله تعالى ، وأن تسأله التوفيق إلى الزواج الصالح ، والمرأة الصالحة .
واحذر أن تكون من ضعاف الإيمان الذين إذا فاتهم شيء مما تعلقوا به ، انهارت قواهم ، وضعفت إرادتهم ، وانغمسوا في المحرمات ، أو قعدوا عن أداء الواجبات ، أو أعلنوا اعتزال الحياة ، فإن هذا شأن اليائسين العاجزين ، أما المؤمن فيعلم أن كل شيء بقدر ، وأنه لن ينال إلا ما قُسم له ، ولهذا قال الله تعالى : ( مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ ) الحديد/22، 23
ونسأل الله تعالى أن يهيئ لك الخير ، وييسره لك حيث كان ، وأن يوفقك للزواج السعيد الناجح بإذنه سبحانه .
والله أعلم .
تعليق