الحمد لله.
أولاً :
موريشيوس جزر صغيرة بوسط المحيط الهندي ، تبعد عن ملاجاش ( مدغشقر ) بحوالي 500 ميلاً ، منعزلة ، لا يعرف عنها إلا القليل بسبب صغر مساحتها وبعدها ، توجد إلى الشرق من مدغشقر ، اكتشفها العرب قبل وصول الأوروبيين إليها بعدة قرون ، تقع في جنوبها الغربي جزيرة ريونيون ، ورغم هذا البعد والانعزال وصلها الإسلام في سنة 923 هـ - 1510 م ، وظلت بريطانيا تحتل الجزيرة حتى نالت استقلالها في سنة 1388هـ - 1968 م .وعدد سكانها في عام 2002 م : 1,189,825 نسمة .
ونسبة المسلمين فيها 20 % أي أن عددهم 215 ألفاً ، و55 % هندوس ، و20 % نصارى .
انتهى ملخصاً من موسوعة " ويكيبيديا " .
ثانياً:
سبق في جواب السؤال رقم ( 10078 ) أن الأذان فرض كفاية ، ونقلنا هناك عن علماء اللجنة الدائمة للإفتاء أنه لو أذَّن مسجد واحد في الحي وسمعه جميع أهل الحي أنه يجزئ عن المساجد الأخرى ، وأن الأولى أن تؤذن المساجد جميعها ، لكن من غير وجوب .
ثالثاً:
للأذان حِكَم متعددة :
قال النووي رحمه الله :
"ذكر العلماء في حكمة الأذان أربعة أشياء : إظهار شعار الإسلام وكلمة التوحيد ، والإعلام بدخول وقت الصلاة ، وبمكانها ، والدعاء إلى الجماعة" انتهى .
" شرح مسلم " ( 4 / 77 ) .
وإذا عرفتم الحِكَم الجليلة في تشريع الأذان : فإن هذا يدفعكم لمحاولة نقض حكم المحكمة ، على أن تسلكوا الطرق الحكيمة والمناسبة لذلك ، مع ضرورة تجنب الصدام مع الدولة ، أو إحداث فتنة مع المخالفين من أهل الأديان ، فضلا عن الفتنة مع المسلمين ، والذي ننصحكم بعمله هو ما يلي :
1. الاستمرار بإقامة شعيرة الأذان داخل المسجد ، وتجنب إظهاره بالمكبرات .
2. بيان حكم الأذان لإخوانكم المسلمين ، وأنه يسعكم ترك الجهر به ، وأخبروهم أن شعيرة الأذان قائمة ، والمنع إنما هو من إظهار الصوت وتكبيره ، لا من إقامته .
3. رفع دعوى مضادة لنقض الحكم الجائر الصادر من تلك المحكمة .
4. إذا لم تنجحوا في الدعوى : فقدِّموا دعوى أخرى تطلبون فيها رفع الأذان في الأوقات الأخرى التي لا تسبب – حسب زعم ذلك المجرم الذي رفع قضيته عليكم – إزعاجاً للناس ، ولا تضيعوا هذه الفرصة من أيديكم ، ويمكنكم – إن شاء الله – الحصول على الإذن بإقامة الأذان في بعض الأوقات ، فلا تتخلوا عن ذلك ، ولو لوقت واحد .
5. إذا لم تنجحوا في شيء مما ذكرناه لكم : فلا تيأسوا ، واستمروا في المحاولات ، وأنتم مكرهون على ترك الجهر بالأذان ، ولن تأثموا بذلك .
قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله :
"ثم لو فُرض أنهم مُنعوا من رفع الأذان : فهؤلاء مكرهون ، فإذا كانوا مكرهين : فهو كالذي يترك الواجبات إكراهاً" انتهى .
" لقاءات الباب المفتوح " ( 166 / سؤال رقم 15 ) .
ونسأل الله تعالى أن يوفقكم لخدمة الإسلام ، وأن يجمع شملكم ، وأن ينفع بكم الإسلام والمسلمين .
والله أعلم
تعليق