الحمد لله.
فهذه المقالة لا نعرفها منسوبة إلى أحد من أهل العلم ، فإن كان المقصود بها أن الذاكرين لله تعالى لا يغفلون عن مراقبة أوقات الصلوات ، فلا يحتاجون لتنبيه المؤذن لهم ، إن كان المقصود ذلك فهذا صحيح في غالب الأحيان ، فقد كان بعض السلف يبادرون إلى المساجد قبل الأذان ، فلا يؤذن المؤذن إلا وهم في المسجد ، ومنهم من مضى غالب عمره على ذلك ، "ففي سير أعلام النبلاء" للذهبي رحمه الله (4/221) عن سعيد بن المسيب رحمه الله قال : " ما أذن المؤذن منذ ثلاثين سنة إلا وأنا في المسجد " قال الذهبي : إسناده ثابت .
وفي السير أيضا (5/ 240): عن ربيعة بن يزيد رحمه الله قال : " ما أذن المؤذن لصلاة الظهر منذ أربعين سنة إلا وأنا في المسجد ، إلا أن أكون مريضا أو مسافرا " .
ولكن من المعلوم أنه ما من أحد إلا ويعرض له ما يشغله ، أو قد يكون في أول الوقت نائما ، فشرع الله الأذان لإعلام الناس بالصلاة ، ولا يُذَم مَنْ إذا سمع الأذان أجابه ، وقام إلى صلاته وإن كان مشغولا قبله ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم وهو يتكلم عن الأذان الأول للفجر قال : (لا يمنعن أحدكم أو أحدا منكم أذان بلال من سحوره ، فإنه يؤذن أو ينادي بليل ليرجع قائمكم ، ولينبه نائمكم ) رواه البخاري ومسلم .
ويظهر لنا – والله أعلم – أن إطلاق هذه الكلمة غير صحيح ، ولهذا لم نجدها لأحد من العلماء.
والله أعلم .
تعليق