الحمد لله.
اليمين التي حلفتها يمين صحيحة يجب الوفاء بها ولا يجوز مخالفتها ، لأن المقصود بها إبعاد النفس عن المحرمات ومواطن الفتن والشبهات .
جاء في "الموسوعة الفقهية" (8/63) :
" بر اليمين معناه : أن يصدق في يمينه , فيأتي بما حلف عليه . قال الله تعالى : ( ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا إن الله يعلم ما تفعلون ) .
وهو واجب في الحلف على فعل الواجب أو ترك الحرام , فيكون يمين طاعة يجب البر به بالتزام ما حلف عليه , ويحرم عليه الحنث فيه" انتهى .
ثانيا :
من حلف على شيء بلفظ مطلق أو لفظ عام ، وفي نيته تقييده وتخصيصه بأمر معين أو بحال
معين ، فيؤخذ بالنية ، وتعتبر مقيدة للفظ المطلق .
قال ابن قدامة في "المغني" (7/362) :
" وإذا حلف يمينا على فعل بلفظ عام , وأراد به شيئا خاصا ; مثل إن حلف لا يغتسل
الليلة , وأراد الجنابة , أو حلف لا يأكل خبزا . يريد خبز البر . أو لا يدخل دارا ,
يريد دار فلان . أو قال : إن خرجت فأنت طالق . يريد الخروج إلى الحمام .
فإن يمينه في ذلك على ما نواه" انتهى باختصار .
فإذا حلفت ألا تدخلي غرف المحادثة ، وكانت نيتك عدم المحادثة التي لا منفعة فيها ،
أو المحادثة مع من تجهلينهم ، فنيتك تخصص اليمين ، ولا مانع من الدخول من أجل
المحادثات النافعة والمفيدة .
فلا نرى حرجا من دخولك للاستفادة من المعلم ، وليس عليك كفارة يمين ؛ لأن اليمين لم
يشمل كل دخول ، مع التنبيه على بقائك على يمينك في امتناعك من دخول غرف المحادثة
الهابطة والمضيعة للوقت ، فهذه هي التي قصدتها في يمينك ، فينبغي البر بها .
والله أعلم .
تعليق