الحمد لله.
لا تشرع الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم في بداية كلام إلا القرآن الكريم فقط ، قال الله تعالى : ( فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ) النحل/98 .
فلا يستحب للخطيب أو المحاضر أن يبدأ كلامه بالاستعاذة ، إلا إذا كان هناك سبب يقتضي ذلك ، كما لو وسوس له الشيطان ، وألقى في نفسه شيئاً من الكبر أو العجب ونحو ذلك ، فلا بأس بالاستعاذة حينئذ لهذا السبب ، ولا تكون الاستعاذة من أجل بداية الكلام ، قال الله تعالى : ( وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنْ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ) فصلت/36 .
وقال الشيخ بكر أبو زيد :
"لا تشرع الاستعاذة بين يدي كلام محبوب غير قراءة القرآن العظيم ؛ لهذا فبدء بعض المتسننة عند بدء حديث أو كلام وعظ ، ونحوه ، بالاستعاذة ، لا أصل له ، هذا مقتضى ما نَبَّه عليه ابن القيم رحمه الله تعالى في سياق فوائد الاستعاذة ؛ إذ قال : (ومنها : أن الاستعاذة قبل القراءة إعلام بأن المأتي به بعدها القرآن ؛ ولهذا لم تشرع الاستعاذة بين يدي كلام غيره ، بل الاستعاذة مقدمة وتنبيه للسامع أن الذي يأتي بعدها هو التلاوة ، فإذا سمع السامع الاستعاذة استعد لسماع كلام الله تعالى ، ثم شُرع ذلك للقارئ ، وإن كان وَحْدَه ؛ لما ذكرنا من هذه الحكم وغيرها)" انتهى .
"تصحيح الدعاء" (ص273) .
تعليق