الحمد لله.
مصيبة الموت مصيبة لا مفر منها وهي امتحان لنا لنعمل الصالحات ونحسن أعمالنا لننال جزاءنا فيرضى الله عنا ، والحزن والبكاء على فقد قريب أمر جائز ، إذا كان على وجه العادة، ولم يصحب بنياحة أو تسخط ، فقد بكى النبي صلى الله عليه وسلم على موت ابنه إبراهيم ، وقال : ( إِنَّ الْعَيْنَ تَدْمَعُ ، وَالْقَلْبَ يَحْزَنُ ، وَلَا نَقُولُ إِلَّا مَا يَرْضَى رَبُّنَا ، وَإِنَّا بِفِرَاقِكَ يَا إِبْرَاهِيمُ لَمَحْزُونُونَ ) روه البخاري (1220) و مسلم (4279) .
والمصائب في الدنيا تكفر الذنوب ، فقد قال صلى الله عليه وسلم : ( مَا يُصِيبُ الْمُسْلِمَ مِنْ نَصَبٍ وَلَا وَصَبٍ وَلَا هَمٍّ وَلَا حُزْنٍ وَلَا أَذًى وَلَا غَمٍّ حَتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا إِلَّا كَفَّرَ اللَّهُ بِهَا مِنْ خَطَايَاهُ ) رواه البخاري (5210) ومسلم (4670) .
لكن .. ينبغي أن يكون هذا البكاء والحزن بقدر ، بحيث لا يضيع الإنسان مصالحه في الدنيا أو في الآخرة ، ويشتغل بذلك عن أعماله وواجباته ، وطاعته لله ، بل يجب عليه أن يصبر ويتحمل ، حتى يفوز بثواب الصابرين ، فيكفر الله سيئاته ، ويرفع درجاته .
والنصيحة لصديقتك أن تنشغل عن مصيبتها بعمل جاد كتعلم وقراءة وتلاوة القرآن واللهو المباح ، وأن تستعيذ بالله من الهم والحزن ، وأن تبتعد عن الانفراد والخلوة بالنفس ، فإن ذلك مما يسلط الشيطان عليها.
ولتعلم أن الرسول صلى الله عليه وسلم حَرَّم على المرأة أن تحد على ميت فوق ثلاث ليالٍ إلا على الزوج ، فقال صلى الله عليه وسلم : ( لَا يَحِلُّ لِامْرَأَةٍ تُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أَنْ تُحِدَّ عَلَى مَيِّتٍ فَوْقَ ثَلَاثٍ ، إِلَّا عَلَى زَوْجٍ فَإِنَّهَا تُحِدُّ عَلَيْهِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا ) رواه البخاري (1280) ومسلم (1486) .
فلا يجوز للمرأة أن تستمر حزينة مجتنبة للزينة بسبب موت أحد أكثر من ثلاث ليال ، إلا على زوجها ، فتستمر مجتنبة للزينة فترة العدة كلها .
نسأل الله تعالى أن يلهمها الصبر ، ويستعملها في طاعته .
والله أعلم
تعليق