الحمد لله.
أولاً:
الأمر بخصوص الفلاسفة هو كما قلتَ إن كلامهم " سخيف " ، وإن شبهاتهم " تافهة " ، وكلامهم بشري محض ليس عليه أثارة من عقل ، ولا نور نبوة ووحي ، فالواجب على المسلم أن لا يقرأ لهم ابتداءً ، ولا يتصدى لهم نقاشاً وردّاً إلا المتمكنون في التوحيد والعقيدة .
والإلحاد في كلامهم لا يخفى على موحد ، وقد اغتر بتقعيداتهم وتقعراتهم أذكياء كبار فسقطوا في وحل الإلحاد ، فصدق عليهم القول : أنهم أوتوا ذكاء ولم يؤتوا زكاءً ! .
وقد سئل علماء اللجنة الدائمة للإفتاء :
ذات مرة قال لنا أستاذ الفلسفة : إن الشريعة الإسلامية تقوم بالفلسفة ، هل هذا صحيح ؟ .
فأجابوا :
"الشريعة الإسلامية حاكمة على جميع الشرائع والفلسفات ، والخير كله في هديها ، فمن التمس الهدى في غيرها : أضله الله ، وهذا صنيع كثير من الفلاسفة ، فلهم مقالات ونظريات في أمور الاعتقاد غالبها كفر صراح ، والناظر في كتاباتهم يجد فيها من الضلال الاعتقادي والشغب الفكري والتكلف في المنهج ما لا يتسع بيانه هنا ، وننصحك بالرجوع إلى ما كتبه شيخ الإسلام ابن تيمية ، وتلميذه ابن القيم في هذا ، فإنه يكفيك والحمد لله" انتهى .
الشيخ عبد العزيز بن باز ، الشيخ عبد الله بن غديان ، الشيخ صالح الفوزان ، الشيخ عبد العزيز آل الشيخ ، الشيخ بكر أبو زيد .
" فتاوى اللجنة الدائمة " 2 ( 2 / 32 ) .
وقال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله :
"ومعلوم أن الفلاسفة لا يؤمنون بإله خالق مدبر له الكمال المطلق يفعل لحكمة ويترك لحكمة وهو منزه عن الخطأ في أفعاله وأقواله عز وجل ، ومِن أجل عدم إيمانهم بالخالق العظيم الكامل في أسمائه وصفاته سبحانه وتعالى ينسبون الحوادث إلى الطبيعة ، وهذا من جهلهم وبعدهم عما جاءت به الرسل عليهم الصلاة والسلام ، فالواجب عدم الاغترار بأقوالهم فيما يتعلق بالإلهيات والشرائع لجهلهم بها وعدم إيمانهم" انتهى من" فتاوى الشيخ ابن باز " ( 27 / 479 ) .
ثانياً:
وأما بخصوص التخلص من الوسواس القهري : فلا بدَّ أن تعلم أموراً مهمة :
1. أنه من الشيطان ، وهو وسيلة من وسائله لإحباط المسلم ، ومنعه من العمل والطاعة .
2. أنه يزول بالاستعانة بالله تعالى ليخلصك منه ، وبالمثابرة على الطاعات ، وبإهماله وعدم الالتفات إليه .
3. أن كل آثاره عليك لا يؤاخذك الله تعالى عليها ، فلا يقع بسببه طلاق ، ولا يمين ، ولا كفر ، ولا نفاق ، ولا غير ذلك ؛ لأن المسلم لا إرادة له فيما يوسوس له به الشيطان .
وقد سئل علماء اللجنة الدائمة للإفتاء :
دائما أجد نفسي في شك ( وسواس ) مستمر في صلاتي ، في صيامي ، شعور يلازمني باستمرار ، وأحياناً يتطرق الشك إلى عدم وجود الله ، وتفاهة الصلاة ، وغيرها ، فهل الوسواس مرض عضوي أم نفسي أم تطبع ؟ وهل لي ذنب في ذلك ؟ وما موقفي من الله يوم القيامة ؟ وهل أجد في الإسلام علاجاً للشك والوسواس ؟
فأجابوا :
"هذه الشكوك والوساوس التي تنتابك من الشيطان ، فعليك الإعراض عنها ، وعدم الالتفات إليها ، والاستعاذة بالله من الشيطان ، والإكثار من قول : " آمنت بالله ورسله " ، كما أرشد النبي صلى الله عليه وسلم إلى ذلك من وقع في مثل هذه الوساوس" انتهى .
الشيخ عبد العزيز بن باز ، الشيخ عبد الرزاق عفيفي ، الشيخ عبد الله بن غديان .
" فتاوى اللجنة الدائمة " ( 2 / 208 ) .
وسئل الشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله :
ما الحكم في وسواس النفس ؟ وإذا كانت النفس توسوس بأشياء خبيثة ، والشخص يتألم ويتأثر تأثيرًا شديدًا خوفًا من هذا الوسواس ، علماً أنه ربما لا يعتقده ولا يعمل به ، بل هو أمر خارج عن إرادته تحدثه به نفسه ؛ هل يؤاخذ على ذلك ؟ .
فأجاب :
"الوسواس لا يضر الإنسان ، ولا يؤاخذ به ما لم يتكلم أو يعمل ؛ كما في الحديث : ( إن الله تجاوز لأمَّتي ما حدَّثت به أنفُسَها ما لم تتكلَّم أو تعمل ) - رواه البخاري ومسلم - ؛ فالوسواس الذي يدخل على الإنسان هو من الشيطان ، يريد به أن يُحزنَ هذا المسلم ، وأن يشغله عن طاعة الله سبحانه وتعالى ؛ فعلى المسلم أن يستعيذ بالله من الشيطان ، وأن لا يلتفت لهذا الوسواس ، ولا يعتبره شيئًا ، ويرفضه رفضًا باتًّا ، ولا يضره بإذن الله" انتهى من" المنتقى من فتاوى الفوزان " (1 / 159 ، السؤال 88 ) .
وقد سبق في جواب السؤال رقم ( 10160 ) قول الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله :
"وكذلك أيضاً لو خطر في قلبه ما ذُكر من سبِّ الله عز وجل ، أو سب المصحف أو غير ذلك من الكفر : فلا يلتفت لهذا ، ولا يضره ، حتى لو فُرض أنه جرى على لسانه هذا الشيء وهو بغير اختيار ، فإنه لاشيء عليه " انتهى .
ولمعرفة المزيد حول حالتك ومعرفة ما تعالج به نفسك من الرقية الشرعية والأذكار النبوية : نرجو الاطلاع على أجوبة الأسئلة التالية : ( 39684 ) ، و ( 10160 ) و ( 59931 ) و ( 62839 ) و ( 25778 ) و ( 12315 ) وهي أجوبة نافعة للمبتلى بالوسوسة ، فنرجو أن تستفيد منها ، ونسأل الله تعالى لك الشفاء والعافية .
والله أعلم
تعليق