الحمد لله.
أولاً :
سكنى الزوجة واجبة على زوجها ؛ لأن الله تعالى جعل ذلك حقّاً للمطلقة الرجعية ، فقال تعالى: (أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنْتُمْ مِنْ وُجْدِكُمْ ) الطلاق/6 ، فوجوب السكنى لمن هي في صلب النكاح أولى .
ولا يجوز للزوج أن يسكن زوجته مع امرأة أخرى ، ولا مع أبويه إلا بإذنها ، ولها أن تمتنع عن السكنى معهم إن لم ترض بذلك ، إلا أن يكون قد اشترط عليها ذلك في عقد النكاح .
وفي جواب السؤال رقم ( 7653 ) تفصيل مفيد لكل ما سبق .
ثانياً :
الواجب على الزوج أن يهيئ لزوجته سكناً خاصّاً بمرافقه الكاملة ، ولا يهم إن كان قريباً من أهله أم بعيداً .
لكن ... إذا كان الزوج يعلم أن سكنه قرب أهله سيسبب له ولزوجته ولأهله الأذى فالواجب عليه إبعاد الأذى عن الجميع بأن يسكن هو وزوجته بعيداً عن أهله ، فإن كان والداه كبيريْن وعاجزيْن ويحتاجان لأن يكون قريباً منهما : فليفعل ذلك دون أن يلزم زوجته بخدمتهما أو زيارتهما إن كان يترتب على الزيارة مشاكل وأذى لأحد الأطراف .
وينبغي على الزوج أن يستعمل حكمته في التعامل مع هذا الأمر إذ يمكنه الجمع بين القرب من والديه مع عدم حصول مشاكل بينهم وبين زوجته ؛ وذلك بوضع ضوابط في الزيارة والمعاملة والتعامل بين جميع الأطراف ، كما يمكنه أن يكون بعيداً عن أهله من غير أن يكون ذلك مؤذياً لوالديه ؛ وذلك بكثرة التردد عليهم والنظر فيما يحتاجون وتلبية ما يستطيع تلبيته من مطالبهم .
والله أعلم
تعليق