الحمد لله.
نسأل الله تعالى أن يأجرك في هذا المصاب العظيم ، وأن يحفظك ويحفظ أهلك من كل سوء ، وأن يرد عنكما أهل الشر والفساد ، العابثين بالأعراض ، المستهترين بالحرمات .
ولكَم شعرنا بالمرارة والألم ونحن نقرأ هذه الحادثة الأليمة ، والمصيبة العظيمة ، نسأل الله أن يلطف بك ، ويخفف عنك ، ويجعل لك من هذا الضيق مخرجا وفرجا .
وأما سؤالك عن المخرج من هذه الحيرة ، والخلاص من هذه الظنون والشكوك ، فإن جوابنا : أن تلجأ إلى الله تعالى ، وأن تنطرح بين يديه ، ليدلك على الصواب ، ويرشدك إلى السداد ، وأن تفتش في حالك ، فربما أذنبت ذنبا كبيرا عوقبت به ، فبادر بالتوبة والأوبة ، وأقبل على عبادتك وطاعتك ، فإن الله تعالى ولي المؤمنين ، يدافع عنهم وينصرهم ، ويرد عنه كيد الكائدين ومكر الماكرين .
وتأمل في حال زوجك ، فإن رأيت فيها صلاحا وانكسارا وتوبة وندما ، فأمسكها ، فلعل الله أراد بها خيرا ، وعجَّل فضيحتها ، لتتوب إليه ، وتزداد تقربا منه . وكم من عاص ، تاب فحسنت توبته ، وتُقبلت أوبته ، فبدل الله سيئاته حسنات ، وغفر له الزلات والخطيئات ، رحمةً منه وفضلا ، وجوداً منه وكرما ، سبحانه ما أعظمه ، وما أحلمه ، وما أكرمه . وهو القائل : ( وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى ) طه/82 .
والقائل : ( وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا ) النساء/27 .
والقائل : ( وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ ) الشورى/25 .
والقائل : ( يَا عِبَادِي إِنَّكُمْ تُخْطِئُونَ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَأَنَا أَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا فَاسْتَغْفِرُونِي أَغْفِرْ لَكُمْ ) حديث قدسي رواه مسلم (2577) .
فإن أمسكتها ، فاحبس عنها وسائل الشر والفساد التي قد تعيدها إلى ما كانت عليه ، أو تفتح لها باب الفساد مرة أخرى ، ولك أن تمنعها من الاتصال في غيبتك ، ومن أن يكون لها جوال خاص ، حتى تطمئن إلى حالها ، وصدق توبتها .
وإن لم تطمئن إلى صدقها ، أو شعرت أن الظنون تفسد عليك عيشك ، وتشتت عليك أمرك ، وأن الحياة لن تستقيم بينكما بالمعروف بعدها ، فسرحها بإحسان ، ولا تفضح لها سرا ، ولا تهتك لها سترا : ( وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ) رواه مسلم (2699) .
نسأل الله أن يحفظنا وإياك والمسلمين من كل سوء .
والله أعلم .
تعليق