الحمد لله.
الدراسة المختلطة بين الشباب والشابات فيها الكثير من المفاسد ، والآثار السيئة على الدِّين والأخلاق ، وقد سقط كثيرون وكثيرات في حبال شياطين الإنس والجن ، والمآسي أكثر من أن تُحصر في مثل هذا المقام ، وأشهر من أن تُذكر لمن التحق بتلك الجامعات والمؤسسات المختلطة .
والذي يفتي به علماؤنا هو تحريم الدراسة المختلطة ، ومن تأمل أصول الشريعة ، وعرف ما جاءت به من أحكام جليلة ، ورأى واقع الاختلاط في الجامعات والمعاهد : لم يتردد في أن ما قالوه هو الحق ، ولكنها المكابرة في قبول ذلك الحق ، أو الضعف نتيجة قوة الضغط من الأسرة والمجتمع ، وبخاصة أن الدراسة في تلك الجامعات تأتي في وقت أوج الشهوة وقوتها ، وينتقل الطالب من عالم إلى عالَم آخر ، يرى فيه كل جنس الجنس الآخر في أبهى زينته ، وأجمل حلته ، ويحصل النظر والكلام والمزاملة والمصادقة ، وإذا صادف هذا الأمر ضعفاً في الإيمان : حصلت التهلكة ، وينجي الله من يشاء .
1. سئل الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله :
أنوي العمل في مدرسة يدرُس فيها الطلاب والطالبات جميعاً ، وهم فوق الخامسة عشرة من العمر ، وهذا هو السبيل الوحيد للحصول على المال الذي أستطيع به مواصلة دراستي الجامعية العليا ؟ .
فأجاب :
لا يجوز الاختلاط بين الطلبة والطالبات في الدراسة ، بل يجب أن يكون تدريس البنين على حدة ، وتدريس البنات على حدة ؛ حماية للجميع من أسباب الفتنة ، ولا يجوز لك العمل في المدارس المختلطة ؛ حماية لدينك ، وعرضك ؛ وحذراً من أسباب الفتنة ، وقد قال الله سبحانه : ( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا . وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ) الطلاق / 2 ، 3 ، وقال عز وجل : ( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً ) الطلاق/ 4 .
" فتاوى الشيخ ابن باز " ( 24 / 41 ) .
2. وسئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله :
أنا طالبة في كلية الطب ، منَّ الله علي بعد التحاقي بالكلية وهداني إلى صراطه المستقيم فغطيت وجهي ، والتزمت بكتابه ، وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، فله الحمد سبحانه ، ولكن دارستي بالكلية تستلزم مني الوقوع في كثير من المنكرات ، أهمها : الاختلاط بالجنس الآخر منذ خروجي من البيت ، وحتى عودتي إليه ، وذلك في الكلية حيث إنها مختلطة ، أو في وسائل المواصلات ، وفي الشارع ، لعدة سنوات حتى التخرج ، وأنا الآن أريد أن أقّر في البيت ، وأترك الدراسة ، لا لذات الدراسة ، ولكن للمنكرات التي ألاقيها ، ووالدي ووالدتي يؤكدان عليَّ بمواصلة الدراسة ، وأنا الآن متحيرة هل أدخل بطاعتي لهما وممن يعنيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله ( من أرضى الناس بسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس ) أم أن عدم طاعتي لهما في هذا الأمر تعتبر عقوقاً ؟ .
فأجاب :
إذا كان الحال على حسب ما وصفت هذه المرأة بالنسبة لدراستها : فإنه لا يجوز لها أن تواصل الدراسة مع هذا المنكر الذي وصفته لنا في رسالتها ، ولا يلزمها أن تُطيع والديها في الاستمرار بهذه الدراسة ؛ وذلك لأنّ طاعة الوالدين تبع لطاعة الله عز وجل ، وطاعة الله هي العليا ، وهي المقدَّمة ، والله تبارك وتعالى ينهى المرأة أن تكشف وجهها للرجال ، وأن تختلط بهم هذا الاختلاط على الوجه الذي وصفت هذه المرأة في كتابها ، وإذا تيسر لها أن تحوِّل دراستها إلي جامعات أخرى في حقل آخر لا يحصل به هذا الاختلاط : فهو أولى ، وأحسن ، وإذا لم يحصل : فإنها تبقى في بيتها ورزق الله تعالى واسع .
" فتاوى نور على الدرب " ( شريط رقم 60 ، وجه أ ) .
فالذي ننصحك به هو الخروج من هذه الجامعة المختلطة ، ولا بأس من الدراسة في المعاهد والكليات النسائية ، ولا شيء أفضل للمرأة من بيتها تربي فيه ولدها ، وتطيع ربها ، وتحسن عشرة زوجها ، ويمكنها طلب العلم الشرعي وهي آمنة مستقرة في بيتها .
ونسأل الله أن يوفقك لما يحب ويرضى .
وانظري جواب السؤال رقم : ( 72448 & 45883) .
والله أعلم
تعليق