الحمد لله.
من رأى أنه احتلم ثم استيقظ ولم يجد بللا ، فلا غسل عليه ؛ لما روى البخاري (130) ومسلم (313) عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ : جَاءَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي مِنْ الْحَقِّ ، فَهَلْ عَلَى الْمَرْأَةِ مِنْ غُسْلٍ إِذَا احْتَلَمَتْ ؟ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (إِذَا رَأَتْ الْمَاءَ) .
قال ابن قدامة رحمه الله في "المغني" (1/130) : " إذا رأى أنه قد احتلم , ولم يجد منيا , فلا غسل عليه . قال ابن المنذر : أجمع على هذا كل من أحفظ عنه من أهل العلم ... وإن انتبه فرأى منيا , ولم يذكر احتلاما , فعليه الغسل لا نعلم فيه اختلافا أيضا . وروي نحو ذلك عن عمر وعثمان , وبه قال ابن عباس وعطاء وسعيد بن جبير والشعبي والنخعي والحسن ومجاهد وقتادة ومالك والشافعي وإسحاق ; لأن الظاهر أن خروجه كان لاحتلام نسيه " انتهى .
وإذا لم تجد على بدنك أو ثيابك منيا ، فلا يلزمك فحص داخل القضيب ، بل هذا مما يوجب الوسوسة ، ويقويها .
ولم يكلفنا الله عز وجل بهذا الفحص ، لا بعد النوم ولا عقب البول ، وليس في الشريعة مثل هذا الحرج ، قال الله تعالى : (وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ) الحج/78 ، وهذا لا يؤخذ من فتوانا .
فنصيحتنا أن تدع ذلك ، وأن لا تلتفت للوسوسة ، وأن تكثر من ذكر الله وطاعته ، فهذا خير علاج للوساوس ، عافانا الله وإياك .
والله أعلم .
تعليق