الحمد لله.
المسلم الذي يشهد ألا إله إلا الله وأن محمدا رسول ويصلي ويصوم لا يجوز أن يحكم عليه بالكفر أو بسوء الخاتمة لكونه لم ينطق بالشهادتين عند الموت ، سواء ترك النطق لغيبوبة أو لغير ذلك ، بل لا يحكم على أحد بالكفر إلا إذا أتى ناقضاً من نواقض الإسلام ، كَسَبِّ الله تعالى أو رسوله صلى الله عليه وسلم أو الاستهزاء بدينه أو إهانة المصحف أو غير ذلك من النواقض التي دل الدليل الشرعي على أنها كفر أو شرك مخرج من الملة ، وتحققت مع ذلك شروط التكفير وانتفت موانعه .
وأما النطق بلا إله إلا الله عند الموت فهو من علامات حسن الخاتمة ؛ لما روى أبو داود (3116) عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَنْ كَانَ آخِرُ كَلَامِهِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ ) وصححه الألباني في صحيح أبي داود .
فإذا لم ينطق بذلك ، فلا يدل هذا على أنه غير مسلم ، بل ولا يدل على سوء خاتمته ، لا سيما إذا تركها لدخوله في حالة الإغماء أو الغيبوبة .
فهذا الحديث إنما ذكر سبباً واحداً لدخول الجنة ، وعلامة واحدة من علامات حسن الخاتمة ، وهو "أن يكون آخر كلامه لا إله إلا الله" .
فلا يفهم من الحديث أن من لم يكن آخر كلامه لا إله إلا الله لم يدخل الجنة ، لأنه قد يدخل الجنة بأسباب أخرى .
فهو كإخبار الرسول صلى الله عليه وسلم بأن الشهيد تغفر له ذنوبه كلها ، فإن ذلك لا يعني أن من لم يكن شهيداً فإنه لا يغفر له ، فقد يغفر له بسبب آخر من أسباب المغفرة ، وهي كثيرة .
فكذلك من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة ، فإن لم يقلها ، فقد يدخل الجنة بأسباب أخرى .
وما دام هذا الرجل المسؤول عنه كان محافظاً على الصلاة ولم يترك الصلاة حتى توفاه الله ، مع ما ذكر في السؤال من أعماله الصالحة فإننا نرجو أن يكون الله تعالى قد تلقاه بمغفرته ورحمته وأسكنه فسيح جناته .
وينظر علامات حسن الخاتمة في جواب السؤال رقم (10903) .
والله أعلم .
تعليق