الحمد لله.
أولاً :
نسأل الله تعالى أن يبارك في جهودكم ، وأن يستعملكم في طاعته ، وأن يزيدكم علماً وهدى وتوفيقاً .
ثانياً :
إذا كان الانحراف عن القبلة 30 درجة كما ذكرت ، فصلاتكم صحيحة ؛ لأن الفرض في حقكم هو استقبال الجهة ، وهذا الانحراف لا يخرجكم عن استقبال الجهة .
وقد نص الفقهاء على أن الانحراف اليسير لا يضر ، وبَيَّنوا أن الانحراف الكثير هو الانحراف عن الجهة .
قال الدردير في "الشرح الكبير" (1/227) : " والانحراف الكثير أن يُشَرِّق أو يغرّب ، نصّ عليه في المدونة [يعني : الإمام مالك رحمه الله]" انتهى .
وهذا في حق أهل المدينة النبوية ، ومن كان في شمال أو جنوب مكة ، فإنهم إن شَرَّقوا أو غَرَّبوا ، فقد انحرفوا عن القبلة انحرافاً كبيراً لا تصح معه الصلاة .
وأما من كان في الغرب كأهل أمريكا ، فإن جهة القبلة بالنسبة إليهم هي الشرق ، فإن انحرفوا عنها إلى جهة الشمال أو الجنوب ، أو استدبروها ، لم تصح صلاتهم .
والأصل في ذلك : ما رواه الترمذي ( 342 ) وابن ماجه ( 1011 ) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ قِبْلَةٌ ) وصححه الألباني في "إرواء الغليل" (292)، وينظر جواب السؤال رقم (7535) .
ومع هذا ؛ فالأولى والأفضل تعديل قبلة المسجد ، أو تعديل الصفوف ، بحيث يستقبل المصلون القبلة دون انحراف ، وأما تسهيل عملية الوقوف في الصف واستقامته ، فيمكن ذلك بوضع خطوط على الأرض يستقيم عليه المصلون .
ولا ينبغي الالتفات إلى زيادة عدد المصلين مستقبلاً ، فإنه عند زيادتهم ، يصلون خارج المسجد أو يسعون لتوسعته ، وحيث أمكن المصلين التوجه إلى القبلة من غير انحراف فهذا أكمل ، مع ما فيه من تقليل للخلاف ، وإزالة للشبهة .
فنوصيكم بالعمل على ذلك ، وجمع كلمة المسلمين ، والرفق بهم ، وإعانتهم على الطاعة ، ومن أشرفها : الصلاة مع الجماعة .
ونسأل الله أن يوفق الجميع لما يحب ويرضى .
والله أعلم .
تعليق