الحمد لله.
"هذا الحديث لم يرد في كتاب من كتب الحديث المعتمدة، بل هو من الأحاديث الموضوعة
المكذوبة على الرسول صلى الله عليه وسلم ، وقد نص أهل العلم رحمهم الله تعالى على
أن الوصايا المنسوبة إلى النبي صلى الله عليه وسلم أنه أوصى بها عليا ، وكل ما صدر
بياء النداء من الرسول لعلي كلها موضوعة ، ما عدا قوله عليه الصلاة والسلام : (يا
علي ، أنت مني بمنزلة هارون من موسى ، غير أنه لا نبي بعدي) ، وممن نص على ذلك
الشيخ ملا علي القاري في كتاب : "الأسرار المرفوعة في الأخبار الموضوعة" المعروف بـ
"الموضوعات الكبرى" ، والشيخ إسماعيل العجلوني في كتابه : "كشف الخفاء ومزيل
الإلباس".
ولذلك فإني أحذر إخواني المسلمين من الاغترار بهذا الحديث وأمثاله من الأخبار
الموضوعة أو العمل على طبعها أو نشرها بين المسلمين ، لما في ذلك من تضليل العامة ،
والتلبيس عليهم ، والكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي وعد المتعمد له
بالوعيد العظيم ، كما قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح : (إن كذبا علي ليس
ككذب على غيري ، من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار) وقال : (من حدث عني
بحديث يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين) .
وفي الأخبار الصحيحة عن الرسول صلى الله عليه وسلم المدونة في كتب الحديث المعتمدة
من الصحاح والسنن والمسانيد غنية لمن وفقه الله إلى الخير عن اللجوء إلى أخبار
الكذابين والوضاعين، أسأل الله أن يرزق الجميع العلم النافع ، والعمل الصالح ،
ويجنب الجميع طرق الضلال والانحراف ، إنه سميع قريب" انتهى .
"مجموع فتاوى ابن باز" (26/328-330) .
تعليق