الحمد لله.
لقد تألمنا لألمك ، وحزنا لحزنك ، ونسأل الله تعالى أن يشفيك ويعافيك ، ويفرج همك ، ويذهب كربك .
والعلاج يسير لكنه يحتاج إلى عزيمة وإصرار وصبر ، ويجمعه ثلاثة أمور :
الأول : الإعراض عن الوسوسة وعدم الالتفات لها .
الثاني : الإكثار من اللجوء والتضرع إلى الله تعالى ، فإن الشفاء بيده ، وهو أرحم بالعبد من الوالدة بولدها ، وهو مجيب دعاء المضطرين ، فَأَكْثِر من الدعاء والسؤال ، ولا تَعْجَلْ ، فإن من أدمن طرق الباب يوشك أن يفتح له ، وفي الحديث : ( يستجاب لأحدكم ما لم يعجل ، يقول : دعوت فلم يستجب لي ) رواه البخاري (6340) ، ومسلم (2735) .
الثالث : الإكثار من الصالحات ، لا سيما الأذكار وقراءة القرآن ، ليضعف أثر الشيطان عليك ، وتقل وسوسته لك ، فإن الشيطان إذا ذكر الله خنس ، والصلاة من أعظم الأعمال ، وآكد الفرائض ، وتركها كفر كما دلت عليه النصوص ، فكيف ترجو النجاة والمعافاة مع تركها ؟!
فواظب على الصلاة ، وأدها في أوقاتها مع الجماعة ، واثبت على ذلك ، وأيقن بالفرج من ربك ، واعلم أن هذا الابتلاء يزيد في درجاتك ، ويضاعف من حسناتك ، وكراهتك له ، وتألمك منه دليل على صحة الإيمان في قلبك ، كما روى مسلم (132) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : جَاءَ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَأَلُوهُ : إِنَّا نَجِدُ فِي أَنْفُسِنَا مَا يَتَعَاظَمُ أَحَدُنَا أَنْ يَتَكَلَّمَ بِهِ . قَالَ : وَقَدْ وَجَدْتُمُوهُ ؟ قَالُوا : نَعَمْ . قَالَ : ذَاكَ صَرِيحُ الإِيمَانِ ) .
قال النووي رحمه الله :
" مَعْنَاهُ : اِسْتِعْظَامُكُمْ الْكَلَام بِهِ هُوَ صَرِيح الْإِيمَان , فَإِنَّ اِسْتِعْظَام هَذَا وَشِدَّة الْخَوْف مِنْهُ ، وَمِنْ النُّطْق بِهِ فَضْلًا عَنْ اِعْتِقَاده ، إِنَّمَا يَكُون لِمَنْ اِسْتَكْمَلَ الْإِيمَان اِسْتِكْمَالًا مُحَقَّقًا ، وَانْتَفَتْ عَنْهُ الرِّيبَة وَالشُّكُوك " انتهى .
ونوصيك بتجنب الوحدة والفراغ ، والحرص على الرفقة الصالحة ، فإن الشيطان من الواحد قريب ، ومن الاثنين أبعد .
نسأل الله لنا ولك العفو والعافية والمعافاة الدائمة في الدين والدنيا .
والله أعلم .
تعليق