الحمد لله.
أولاً :
تقدم الكلام على حكم الألعاب الإلكترونية - ومنها البلايستيشن – وبينا المفاسد والمحاذير التي يجب الحذر منها عند التعامل مع هذه الألعاب ، انظر جواب السؤال رقم (2898) ورقم (98769) ورقم (97681) .
ومن أهم هذه المفاسد ما يلي :
1- إهانة الذات الإلهية ، كبعض الألعاب التي تصور حروبا بين أهل الأرض الأخيار وأهل
السماء الأشرار وما تنطوي عليه مثل هذه الأفكار من اتّهام الله تعالى أو الطعن في
الملائكة الكرام ، بل منها ما يجعل الحرب بين الله تعالى وبين البطل المزعوم ، أو
يجعل للكون آلهة عدة تتصارع وتتقاتل .
2- ومنها : ما يقوم على تقديس الصّليب ويجعل المرور عليه وسيلة لكسب الصحة أو القوة أو إعادة الروح أو زيادتها بالنسبة للاعب ونحو ذلك .
3- ومنها : ما يقوم على تعليم السّحر وتعظيم السّحرة .
4- ومنها : ألعاب قائمة على الحقد على الإسلام والمسلمين وتدمير المساجد وإهانة المقدسات ، والتشجيع على قصف مكة وبغداد وغيرها .
5- ومن المفاسد : تمجيد الكفار وتربية الاعتزاز بهم كالألعاب التي إذا اختار فيها اللاعب جيش دولة كافرة يُصبح قويا وإذا اختار جيش دولة عربية يكون ضعيفا ، وكذلك الألعاب التي فيها تربية الطّفل على الإعجاب بأندية الكفّار الرياضية وأسماء اللاعبين الكفرة .
6 - ومنها : الألعاب التي تشتمل على تصوير للعورات المكشوفة ، وبعضها يجعل جائزة الفائز فيها ظهور صورة عارية أمامه .
7 - ومنها : الألعاب القائمة على القمار والميسر .
8 – والألعاب المشتملة على الموسيقى ، ومعلوم تحريمها في الشريعة الإسلامية .
9- ومن جملة المفاسد : التربية على العنف والإجرام وتسهيل القتل وإزهاق الأرواح كما في أكثر الألعاب .
10 - وكذلك إفساد واقعية الطّفل بتربيته على عالم الأوهام والخيالات والأشياء المستحيلة كالعودة للدنيا بعد الموت والقوّة الخارقة التي لا وجود لها في الواقع وتصوير الكائنات الفضائية ونحو ذلك .
ثانياً :
حاصل الكلام في هذه الألعاب أنه إن أمكن ضبطها ، وخلت من هذه المحاذير وغيرها ،
كإضاعة الصلوات والأوقات ، فلا حرج في اللعب بها ، لكن هذا الأمر يحتاج إلى مراقبة
ومتابعة من قبل الوالدين خاصة ، لسهولة انتقال الألعاب والأشرطة المحرمة إلى
الأولاد عن طريق أصدقائهم وزملائهم .
ثالثاً :
قد يُظن أن مباريات كرة القدم خالية من هذه المحاذير ، وليس الأمر كذلك ، بل فيها
جملة من المحاذير ، أهمها :
1- التعلق بالكرة ، والانشغال بها ، وحفظ أسماء لاعبيها ، والافتتان بأنديتها ،
والانتقال من مرحلة اللعب إلى متابعة الفرق والأندية في الواقع .
2- الإعجاب بأندية الكفار ، والتعلق بها وبلاعبيها ، وإيثارها وتفضيلها ، واختيار اللعب بأسماء الكفار ، وهذا من أعظم المفاسد ، لما في ذلك من توهين عقيدة الولاء والبراء ، وغرس محبة الكافر في القلب ، وما يتبع ذلك من المحاكاة والمضاهاة ، وقد رأينا من يحفظ أسماء هؤلاء اللاعبين ، ويعرف سيرتهم بل وسيرة أنديتهم ، وصار ذلك مادة للتفاخر والتظاهر بالمعرفة والثقافة ، ورأينا من يقلد هؤلاء اللاعبين حتى في رسم علامة الصليب عند إحراز هدف ونحوه ، وإنا لله وإنا إليه راجعون .
3- إدخال المراكز الصيفية والمخيمات الدعوية لهذه الألعاب ، فيه ترويج لها ، وإغراء
للشبيبة باقتنائها ، وربما جعلوا من ذلك حجة على مشروعيتها ، لما في هذه المراكز من
دعاة ومربين ، فليتق الله تعالى القائمون على هذه المخيمات ، وليعلموا أن أبناء
المسلمين أمانة يجب المحافظة عليها ، وهم غدا مسؤولون عنها ، وأن واجبهم غرس القيم
الصحيحة ، ونشر المفاهيم الصالحة ، وإعمار أوقات هؤلاء الشباب بما ينفعهم .
ولاشك أن البدائل الخالية من المحاذير كثيرة ، وذلك كالألعاب الحقيقية التي يحبها
الصغار والكبار ، من سباق ، وتسلق ، ومصارعة ، وغير ذلك مما أباحه الله تعالى ،
ومعلوم أن الأهداف الصالحة ، يلزم أن تتّبع فيها الوسائل المباحة ، وفي المباح غنية
وكفاية والحمد لله . نسأل الله تعالى أن يوفق القائمين على هذه المخيمات لما
يحب ويرضى .
والله أعلم .
تعليق