الحمد لله.
لا يجوز لامرأة أن تقيم علاقة مع رجل ولو كان ذلك عبر الهاتف ؛ لما في ذلك من الفساد والفتنة ومرض القلب ، وما تشتمل عليه هذه الاتصالات من الخضوع بالقول ، والكلام المحرم المثير للشهوات ، والمهيج على الباطل .
ونحمد الله تعالى أن بصر هذه الأخت بعيبها ، وألهمها رشدها ، فأدركت خطورة الأمر وشناعته ، ووالله إنه لشنيع ، وإنه لخزي في الدنيا والآخرة إلا أن يتغمد الله الإنسان برحمته .
فالواجب عليها قطع جميع صور العلاقة مع هذا الشاب ، اتصالا أو رؤية أو غيرها ، فهذا شرط لصحة توبتها ، ولا عليها من كلام صديقاتها ، فإنه كلام من لا يعرف حدود الله تعالى وحلاله من حرامه . إنهن يردن منها البقاء في الحرام ، والاستمرار في الغواية ، وليس لهن حجة في ذلك إلا ما ألقاه الشيطان في قلوبهن من كون ذلك مروءة ووفاء للفاسق المتعدي على الحرمات !
قال الله تعالى : ( وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا ) النساء/27 .
فلتستمر في توبتها ، ولتعرض إعراضا تاما عن هذا الشاب ولو هددها بالانتحار – كما يفعله كثير من الفساق اليوم – فإنها ليست مسؤولة عنه ، عاش أم انتحر ، وصحّ أم مرض ، وإنما هي مسؤولة عن نفسها ، فلتحمد الله أن صرفها عنه قبل حلول الأجل ، وقبل الوقوع فيما هو أعظم مما اقترفت .
وعليها أن تختار الصحبة الصالحة ، والرفقة النافعة ، لا من ترضى بالعلاقات الآثمة ، ولا من تحرض على العلاقات الفاجرة .
نسأل الله تعالى أن يتقبل توبتها ، وأن يحفظها بحفظه ، وأن يصرف عنها كيد صديقاتها ، وأن يردها إليه ردا جميلا .
والله أعلم .
تعليق