الاثنين 22 جمادى الآخرة 1446 - 23 ديسمبر 2024
العربية

تسمية المواليد بأسماء غربية تجنبا للتفرقة العنصرية

126428

تاريخ النشر : 27-12-2008

المشاهدات : 11901

السؤال

سنرزق بإذن الله تعالى عما قريب مولوداً ذكراً ، وكنت أنا وزوجي نتناقش ما الاسم الذي سنسميه ، طبعاً زوجي رجل عربي ولكنه لا يريد أن يسميه اسماً عربياً بحجة أنه لن يحظى بفرص عمل عندما يكبر ، وأنه سيعاني من التفرقة العنصرية . وعلى الرغم من أنني غير عربية إلا أنني أريد أن أسميه اسماً عربياً : لأنني أرى أنها أسماء جميلة ، كما أنني أريد لولدي أن يظل مرتبطاً بأصله لأنني أعلم أن تسميته تسمية إنجليزية ستتسبب في انصهاره في المجتمع الغربي . حاولنا أن نجد اسماً يجمع بين العربية والانجليزية فوجدنا اسم "دين" فهي كلمة عربية لكنها عبارة عن اسم انجليزي . فهل هذا الاسم مناسب ؟ .

الجواب

الحمد لله.

أولاً :

لقد سرنا ما ذكرتِ من كون الأسماء العربية تعمل على ربط الإنسان بأصله ، وتقلل من عملية انصهاره في المجتمع الغربي . ولهذا فينبغي التمسك بهذا الرأي ، واختيار اسم حسن يدل على كون الطفل مسلماً ، فإن هذا جزء من الهوية التي ينبغي التمسك بها والمحافظة عليها .

وأما النظر إلى ما ذكره الزوج من الوظيفة والنظرة العنصرية ، فهذا وإن كان له ما يبرره عند الزوج إلا أنه لا يوازي مفسدة الانصهار في المجتمع وفقدان الهوية ، والحرمان من فرصة الإعلان بالإسلام والدعوة إليه ، وهذا ما ينبغي أن يحرص عليه الإنسان ويرجوه لأبنائه أن يكونوا دعاة إلى دينهم ، متمسكين به ، معتزين بقيمهم وأصولهم .

ثم إن المستقبل لا يعلمه إلا الله ، والوقائع اليوم تدل على سرعة انتشار الإسلام وتقدمه في هذه المجتمعات ، ولله الحمد .

فنصيحتنا أن تختارا لابنكما اسماً حسناً من أسماء المسلمين المعروفة كمحمد وأحمد وعبد الرحمن ، فإن لكل إنسان نصيباً من اسمه ، وقد روى مسلم (2132) عَنْ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّ أَحَبَّ أَسْمَائِكُمْ إِلَى اللَّهِ : عَبْدُ اللَّهِ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ ).


ثانياً :

تكره التسمية بـ "دين" لما في ذلك من المحذور اللفظي ؛ لأنه يسأل عنه في البيت مثلاً فيقال : هل يوجد دين ؟ أو : هل دين عندكم ؟ فيقال : لا . فهذا من المنطق المكروه والمستهجن ، لتضمنه أن البيت خالٍ من الدين .

وقد روى مسلم (2136) عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدَبٍ رضي الله عنه قَالَ : (نَهَانَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ نُسَمِّيَ رَقِيقَنَا بِأَرْبَعَةِ أَسْمَاءٍ : أَفْلَحَ وَرَبَاحٍ وَيَسَارٍ وَنَافِعٍ) .

ورواه الترمذي (2836) بلفظ : ( لَا تُسَمِّ غُلَامَكَ رَبَاحٌ ، وَلَا أَفْلَحُ ، وَلَا يَسَارٌ ، وَلَا نَجِيحٌ ، يُقَالُ: أَثَمَّ هُوَ ؟ فَيُقَالُ : لا ) وصححه الألباني في صحيح سنن الترمذي .

وينظر في آداب التسمية جواب السؤال رقم(1692) ،

ونسأل لنا ولكم التوفيق والسداد .

والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: الإسلام سؤال وجواب