الحمد لله.
"هذا النصراني الذي يصوم ولا يصلي يُنظر في أمره ويدعى إلى الإسلام ، فإن الصيام بدون دخوله الإسلام لا ينفعه ؛ فالكفر يبطل الأعمال ، كما قال عز وجل : (وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنْ الْخَاسِرِينَ) المائدة/5 ، ويقول سبحانه : (وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) الأنعام/88 .
فلابد أولاً من تصديقه بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم ودخوله الإسلام ، فإن صدق محمداً صلى الله عليه وسلم ودخل الإسلام فحينئذ يطالب بالصلاة والصوم والزكاة والحج وغير ذلك، أما كونه يصوم أو يصلي وهو على مسيحيته وعلى نصرانيته ، فهذا لا يصح منه ، وصلاته باطلة ، وصومه باطل ، ولا ينفعه ذلك ؛ لأن شرط هذه العبادات : الإسلام ، فإذا صلى وهو غير مسلم أو صام وهو غير مسلم فعبادته باطلة .
فعليكم أيها الإخوة الذين بقربه أن تنصحوه وتوجهوه إلى الإسلام ، وتعلموه أنه لابد من الإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم وتصديقه ، وأنه رسول الله حقاً إلى الناس عامة والجن والإنس ، وأن عليه أن يلتزم بالإسلام بإخلاص العبادات لله وحده وترك ما عليه النصارى من القول بأن المسيح ابن الله أو بالأقانيم الثلاثة ، يترك هذا كله ويؤمن بأن الله إله واحد ليس له شريك ، وأن المسيح ابن مريم عبد الله ورسوله ، وليس هو ابن الله ـ تعالى الله عن ذلك علوا كبيراً ـ فإن الله سبحانه ليس له صاحبة ولا ولد ، قال الله عز وجل : (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ) الإخلاص .
فإذا ترك ما عليه النصارى من هذا القول الشنيع وإذا آمن بمحمد صلى الله عليه وسلم وصدق ما جاء به والتزم بالإسلام فهذا حينئذ يكون مسلماً ، له ما للمسلمين وعليه ما على المسلمين ، وعليه أن يصلي ويصوم ، وعليه أن يزكي إذا كان عنده مال ، وعليه أن يحج مع الاستطاعة ، وهكذا سائر المسلمين" انتهى .
سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله
"فتاوى نور على الدرب" (3/1217) .
تعليق