الحمد لله.
1. لا يجوز للأب أن يتدخل في حياة ابنته بما يفسدها ، بل يجب عليه أن يكون له دور فعَّال في بناء بيت الزوجية لابنته بما يقوِّي أساسه ، ويُحكم بنيانه ، ومثله تفعل أم الزوجة ، ومن سعادة الأهل : رؤية ابنتهم تعيش في حياة هادئة ، هانئة .
2. لا مانع من تدخل الأب والأم في حياة ابنتهم إن كان عندهما ما ينصحان به ابنتهما لتكميل حياتها الزوجية ، وذلك بدلالتها على ما يسعد زوجها ، ويعينها على إصلاح أولادها .
3. على الوالدين أن يتدخلا في حياة ابنتهم للإصلاح إن رأوا ظلماً ، أو تقصيراً منها تجاه زوجها وأولادها ، أو في حال وقوع ظلم عليها من قبَل زوجها .
فالأحكام مختلفة تبعاً لاختلاف الأحوال ، ولو ثبت ما يقوله والدك على زوجك ، فإن هذا لا يعني أن يتدخل في حياتك الزوجية بما يفسدها ، فإن المرأة البالغة العاقلة الرشيدة لها أن تعطي من أموالها ما شاءت لزوجها ما دامت راضية بهذا .
4. إذا أصرَّ والدك على كلامه ، وعلى إفساد ما بينك وبين زوجك ، فلا تلتفتي لكلامه ، وليس عليك حرج من عدم استجابتك له بل ولا تكونين بعدم طاعته فيما يريد عاقَّة ، بل أنت مأجورة على صبرك عليه ، وتحملك له ، والمهم في ذلك : القول بالحسنى ، وعدم رفع الصوت عليه .
5. كما ننصحك بإشراك أحدٍ من أقاربك العقلاء ؛ للصلح بينك وبين والدك ، ولأجل إقناع والدك بضرورة الكف عن إفسادك على زوجكِ ، وإيقاع العداوة والبغضاء بينك وبينه .
6. لا تتوقفي عند مقاطعة والدكِ لك ، بل داومي على الاتصال به ، وزيارته ، وتجنبي وقت غضبه ، وتلطفي في الإنكار عليه ، وقد تكون الحكمة أحياناً في عدم الإنكار عليه وعدم إظهار مخالفته حتى لا يؤدي ذلك إلى خصومات ومنازعات معه لا داعي لها .
7. استعيني بالله تعالى ، وعليك بالدعاء ، أن يصلح حال والدك ، ويهديه لما فيه رضاه ، وانظري في نفسك إن كان هناك تقصير في حق الله فعليك بإصلاح حالك ، والرقي بنفسك لتكوني من السابقين في الطاعة والعبادة ، فقد يكون ما يحدث لك هو عقوبة على تقصيرك في حق الله .
ونسأل الله أن يهدي والدك ، وأن يوفقه لكل خير ، ونسأله تعالى أن يجمع بينك وبين زوجك على طاعة ، وحسن عبادة .
والله أعلم
تعليق