الاثنين 29 جمادى الآخرة 1446 - 30 ديسمبر 2024
العربية

كيف كانت الصحابيات يسألن الرسول صلى الله عليه وسلم؟ وكيف يمكن للمرأة أن تصير عالمة بالشرع؟

129734

تاريخ النشر : 27-09-2009

المشاهدات : 51028

السؤال

جزاكم الله خيرا لقراءتكم هذه الأسئلة. 1-أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها كانت من أبرز العلماء بين الصحابة . لكن ، لماذا يبدو أن العالمة المسلمة ، في هذا العصر ، تجد تثبيطا عن قيامها بدعوة الرجال؟ 2-ما هو الترتيب المناسب (كما كانت تفعل عائشة رضي الله عنها وغيرها من العالمات في ذلك الزمان؟) 3-كانت الصحابيات يسعين إلى طلب العلم من النبي صلى الله عليه وسلم فيما يتعلق بالدين ، طبعا وهن متغطيات تماما . هل كان ذلك يتم مباشرة أم من وراء ستار (حاجز)؟ الرجاء توضيح ذلك ، وأسأل الله أن يثيبك .

الجواب

الحمد لله.

1-كانت عائشة رضي الله عنها قرينة النبي عليه الصلاة والسلام عشر سنوات تتعلم منه ، وقد رزقها الله حفظا وفهما وذكاء ، فكان في ذلك منفعة للمسلمين ، وكان الكثير من الصحابة يرجعون إليها ويستفيدون منها ومن علمها . ولا شك أن في هذه الأزمنة رجالاً قاموا بواجب العلم فصاروا مرجعا للرجال والنساء ، ومع ذلك إذا وُجِد امرأة لها نصيب من العلم والقدرة على أن تُعَلِّم فلا تُحْرَم من ذلك ، ويجوز الرجوع إليها وسؤالها ، ولكن من وراء حجاب ، كما كانت عائشة رضي الله عنها تفعل ، خاصة إذا لم يوجد من يفتي الرجال فلا يجوز لها كتمان العلم .

2-كانت عائشة رضي الله عنها ملازمة لحجرتها فيدخلون عليها وبينها وبينهم حجاب أي حاجز ساتر ثم يكلمونها وتحدثهم وتسأل عن أسمائهم وتترحم عليهم وعلى آبائهم ، وتفيدهم بما عندها من العلم . وفي هذه الأزمنة تكون المرأة معلمة للنساء فتبين لهن ما علمها الله ، وتحيل إلى غيرها إذا لم يكن لديها علم ، فقد جاء عن عائشة أنها سئلت من رجل عن كيفية المسح على الخفين ومدّته فقالت : اسأل عليا فإنه كان يسافر مع رسول الله ، مع أنها كانت تسافر معه أيضا ، ولكن علم علي في ذلك آكد .

3-تقول عائشة : نِعم نساء الأنصار لم يمنعهن الحياء من التفقه في الدين . فالنساء تحصل لهن الحاجة إلى كثير من المسائل التي تقع لهن فلابد أن تسأل ، فعليها أن تكون متحجبة ساترة لوجهها وجسدها . وقد كنّ الصحابيات يسألن رسول الله فيدخلن عند عائشة أو يسألنه في الطريق أو عند الباب .

والله أعلم

سماحة الشيخ عبد الله بن جبرين رحمه الله .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: سماحة الشيخ عبد الله بن جبرين رحمه الله