الحمد لله.
لا بأس بتفريق الجماعة إلى قسمين ، قسم يصلون صلاة الجمعة في أول الوقت ، وقسم يصلونها في وسط الوقت إذا لم يمكن اجتماعهم في وقت واحد ، بسبب المحاضرات والدروس التي يتلقاها بعضهم في وقت صلاة الجمعة الذي هو وسط النهار ، وذلك لأن وقت صلاة الجمعة يمتدّ إلى دخول وقت العصر ، والأصل أن الجمعة لا يجوز تعددها في البلاد المتقاربة ، لأن من الحكمة في شرعيتها اجتماع أهل البلد وأداؤهم الصلاة في وقت واحد ، ومسجد واحد يحصل بسببه تقابلهم والتقاء بعضهم ببعض وتبادلهم التحية ، وتفقد بعضهم أحوال بعض لعل ذلك يكون سبباً في ثبات الأخوّة بينهم ، وحيث إن أهل هذه المنطقة كلهم من الطلاب في جامعة واحدة ، فإن اجتماعهم في الفصول وفي الجامعة يؤدي الغرض ، فعلى هذا لا مانع من تفرقهم في أداء الجمعة إذا ترتب على الاجتماع تخلف بعضهم وتقديم المحاضرات على صلاة الجمعة ، فإن تمكن الجميع من تأخير الجمعة إلى الساعة الواحدة وأدّوها جماعة واحدة فهو أفضل ، فإذا لم يتمكنوا وتسبب ذلك في تخلف بعضهم فإن هذا عذرٌ مسوّغ لإقامة الجمعة مرتين .
والله أعلم
فضيلة الشيخ عبد الله بن جبرين رحمه الله .
تعليق