الخميس 20 جمادى الأولى 1446 - 21 نوفمبر 2024
العربية

حكم التسمي بجبريل

131421

تاريخ النشر : 03-06-2009

المشاهدات : 131091

السؤال

هل يجوز تسمية الطفل باسم جبريل؟

الجواب

الحمد لله.

لا حرج في تسمية الطفل باسم جبريل ، في قول جمهور الفقهاء .

وذهب بعضهم إلى الكراهة .

قال النووي رحمه الله : "مذهبنا ومذهب الجمهور جواز التسمية بأسماء الأنبياء والملائكة صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين ولم ينقل فيه خلاف إلا عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه نهى عن التسمية بأسماء الأنبياء . وعن الحارث بن مسكين أنه كره التسمية بأسماء الملائكة . وعن مالك كراهة التسمية بجبريل وياسين . دليلنا : تسمية النبي صلى الله عليه وسلم ابنه إبراهيم , وسمى خلائق من أصحابه بأسماء الأنبياء في حياته وبعده , مع الأحاديث التي ذكرناها , ولم يثبت نهي في ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم فلم يكره" انتهى من "المجموع" (8/417) .

وقال في "كشاف القناع" (3/27) : "ولا يكره أن يسمى بجبريل ونحوه من أسماء الملائكة" انتهى .

وقال ابن القيم رحمه الله : "ومنها : كأسماء الملائكة كجبرائيل وميكائيل وإسرافيل فإنه يكره تسمية الآدميين بها . قال أشهب : سئل مالك عن التسمي بجبريل فكره ذلك ولم يعجبه ... وأباح ذلك غيره . قال عبد الرزاق في الجامع عن معمر قال : قلت لحماد بن أبي سليمان : كيف تقول في رجل تسمى بجبريل وميكائيل؟ فقال : لا بأس به .

قال البخاري في تاريخه : قال أحمد بن الحارث : حدثنا أبو قتادة الشامي ليس بالحراني مات سنة أربع وستين ومائة حدثنا عبد الله بن جراد قال : صحبني رجل من مزينة فأتى النبي صلى الله عليه وسلم وأنا معه فقال : يا رسول الله ، ولد لي مولود فما خير الأسماء؟ قال : إن خير الأسماء لكم الحارث وهمام ، ونعم الاسم عبد الله وعبد الرحمن ، وتسموا بأسماء الأنبياء ، ولا تسموا بأسماء الملائكة . قال : وباسمك ؟ قال : وباسمي، ولا تكنوا بكنيتي . وقال البيهقي : قال البخاري في غير هذه الرواية : في إسناده نظر" انتهى من "تحفة المودود بأحكام المولود" ص 119 .

وهذا الحديث المذكور ضعيف ، وهو مخالف لما ثبت في الصحيح من جواز التسمية باسم النبي صلى الله عليه وسلم (محمد ) فروى البخاري (110) ومسلم (2143) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ  رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (تَسَمَّوْا بِاسْمِي وَلَا تَكْتَنُوا بِكُنْيَتِي) .

وينظر : الموسوعة الفقهية (11/334) .

وقال الشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد رحمه الله : " وكرِه جماعةٌ مِن العلماءِ التسمِّي بأسماءِ الملائكةِ عليهم السَّلامُ ؛ مثل : جبرائيل ، ميكائيل ، إسرافيل .

أمَّا تسميةُ النِّساء بأسماءِ الملائكةِ ؛ فظاهِرُ الحرمةِ ؛ لأن فيها مضاهاةً للمشركين في جعْلِهِم الملائكة بناتِ اللهِ ، تعالى اللهُ عن قولِهم .

وقريبٌ مِن هذا تسميةُ البنتِ : ملاكٌ ، ملكة ، وملكْ " انتهى من "معجم المناهي اللفظية" .

والراجح ما ذهب إليه الجمهور من جواز تسمية الذكور بأسماء الملائكة ؛ لعدم ورود ما يمنع من ذلك .

وإذا عَدَل الأب عن أسماء الملائكة إلى ما هو أفضل وأحسن كعبد الله وعبد الرحمن ، ومحمد وأحمد ونحو ذلك من الأسماء فهو أولى .

والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: الإسلام سؤال وجواب