الحمد لله.
"الأفضل ألا تستمر في ذلك ؛ لأن هذا شيء لا أصل له ، ولا دليل عليه ، وربما باعتياده تعتقد أنه كالشيء الواجب ، فينبغي أن تفعل هذا تارة وهذا تارة ولا تستمر على قراءة هذه السور فقط ، وسورة الضحى ليس لها ما يبرر أن تُقرأ في صلاة الضحى ، فإن قسم الله بالضحى شيء آخر غير ما يتعلق بصلاة الضحى ، إن الله يقسم بما يشاء من خلقه سبحانه وتعالى .
لكن يجوز للمؤمن أن يختار بعض السور وبعض الآيات يقرأ بها لكن مع اعتقاده وإيمانه بأن هذا شيء ليس بلازم ، وأنه لا بأس أن يقرأ غيرها من الآيات والسور فمع هذا الاعتقاد لا حرج ، ولكن الأولى والأفضل ألا تستمر على هذا الشيء ، بل تقرأ تارة كذا وتارة كذا حتى لا تعتاد هذا الشيء فتظن أنه لازم ، فإن المسلم لو اعتاد الشيء يشق عليه فراقه .
و(قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) بالأخص لها شأن عظيم ، إذا قرأها الإنسان محبة لها ، ولما فيها من صفات الله هذا يرجى له الخير العظيم ، وثبت أن بعض الصحابة كان يقرأ بها في صلاته بالناس فقال له بعض الصحابة : لماذا تلزمها ولا تكتفي بها ؟ فقال : إنها صفة الرحمن وأنا أحب أن أقرأها ، وبلغ النبي صلى الله عليه وسلم بذلك فقال : (أَخْبِرُوهُ أَنَّ اللَّهَ يُحِبُّهُ) ، وفي لفظ : (حُبُّكَ إِيَّاهَا أَدْخَلَكَ الْجَنَّةَ) .
فإذا قرأ الإنسان سورة الإخلاص لها المعنى أو آيات الجنة للشوق إلى الجنة أو آيات النار للحذر هذا له خير عظيم ، لكن لا يلزم ذلك ، بل تارة وتارة حتى لا يعتاد الشيء الذي ليس بلازم .
ثم إن السنة في الضحى ركعتان هذا أقل شيء فإذا أراد أن يزيد فيصلي ركعتين ثم ركعتين ثم ركعتين لا يجمع أربعاً جميعاً ، فالأفضل أن يصلي ركعتين بتسليم ثم ركعتين بتسليم لأن الرسول عليه السلام قال : (صَلَاةُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ مَثْنَى مَثْنَى) ، وكانت عادة النبي عليه الصلاة والسلام من كل ثنتين في الليل والنهار ، فالأفضل أن تسلم من كل ثنتين تأسياً بالنبي صلى الله عليه وسلم ، وعملاً بقوله صلى الله عليه وسلم : (صَلَاةُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ مَثْنَى مَثْنَى) ، وهذه الزيادة : (والنهار) زيادة لا بأس بها عند كثير من أهل العلم" انتهى .
تعليق