الحمد لله.
الحياة الزوجية لا تخلو من منغصات تحدث بين الحين والآخر ، والزوجان الناجحان من يمكنهما التغلب على هذه المشاكل ومعرفة أسبابها ، وعلاجها قبل أن تتفاقم .
وما ذكرت من بحثك عن العلاج في الكتب والمواقع وكراهتك للهجر وحرصك على إصلاح العلاقة مع زوجك كل ذلك دليل على ما لديك من صفات الخير والبر ، وتمام ذلك بأمور :
الأول : أن تجتهدي في منع حدوث المشاكل ابتداء ، وأن تغيري انطباع زوجك عنك ، وهذا يحتاج إلى صبر ومصابرة .
الثاني : أن تحرصي على معرفة الأسباب الحقيقية التي تدعو زوجك للنفور عنك ، أو قلة الاهتمام بك ، فقد يقع من المرأة تقصير في الاهتمام بزينتها أو بيتها ونحو ذلك تكون سبباً في حصول النفرة بينها وبين زوجها .
الثالث : ينبغي أن يتم التفاهم بينك وبين زوجك على المصارحة ، والاعتذار عند الخطأ ، وسرعة الأوبة والرجوع ، حتى لا تدعا للشيطان سبيلاً عليكما ، وأن يعلم الزوج أن الهجر إنما يشرع إذا لم تُجْد النصيحة والوعظ ، وأن للهجر آداباً ، كما قال تعالى : (وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا) النساء/34 .
قال
السعدي رحمه الله :
"فإن حصل المقصود بواحد من هذه الأمور وأطعنكم (فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلا)
أي: فقد حصل لكم ما تحبون فاتركوا معاتبتها على الأمور الماضية، والتنقيب عن العيوب
التي يضر ذكرها ويحدث بسببه الشر" انتهى .
فإذا أخطأت الزوجة ثم اعتذرت وأقرت بخطئها ، فليس للزوج أن يعاقبها ، بل الواجب عليه أن يعفو ويصفح ، وكثرة العتاب والعقاب من أسباب فساد العلاقة وليس من أسباب إصلاحها .
الرابع : أن تصلحي علاقتك مع الله تعالى ، فإن هذا من أعظم أسباب صلاح العلاقة مع زوجك ، فإن الله تعالى وعد أهل الإيمان والصلاح بالحياة الطيبة ، والسعادة الدنيوية والأخروية ، كما قال تعالى : (مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) النحل/97 ، وقال تعالى : ( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً. وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً ) الطلاق/2 ، 3 .
فأكثري من الذكر والصلاة والدعاء ، فإن القلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء .
واعلمي أن الصبر عاقبته الفرج ، والزوج العاقل إذا رأى من زوجته الصبر والتحمل والرغبة في الحياة معه أحبها وأكرمها وحفظ لها هذا الخلق .
نسأل الله تعالى أن يصلح حالكما ، وأن يديم المحبة والألفة بينكما .
والله أعلم .
تعليق