الحمد لله.
لا يجوز للمرأة المسلمة أن تسافر من غير زوج أو محرم معها في سفرها .
عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( لَا تُسَافِرْ الْمَرْأَةُ إِلَّا مَعَ ذِي مَحْرَمٍ وَلَا يَدْخُلُ عَلَيْهَا رَجُلٌ إِلَّا وَمَعَهَا مَحْرَمٌ )
فَقَالَ رَجُلٌ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَخْرُجَ فِي جَيْشِ كَذَا وَكَذَا وَامْرَأَتِي تُرِيدُ الْحَجَّ ؟
فَقَالَ : ( اخْرُجْ مَعَهَا ) . متفق عليه .
وإذا خرجت المرأة في سفرها ، واحتاجت إلى الركوب في وسائل المواصلات العامة ، فالواجب عليها أن تتحفظ عن الاختلاط بالرجال قدر طاقتها ، فإن وجدت فيها أماكن خاصة بالنساء : لم يحل لها أن تختلط بالرجال في أماكنهم .
وإن لم يوجد أماكن للنساء : تحفظت قدر طاقتها عن الاختلاط بالرجال ، ولو بتغيير مقعدها ، لتكون في مأمن من ذلك .
والواجب عليها أن تتستر تسترا كاملا بلباسها ، حتى لا ينكشف منها شيء لنظر الرجال ، ولتجتهد في أن تأخذ قسطها من النوم في بيتها ، حتى لا يغلبها في سفرها ، لأن النوم مظنة لانكشاف شيء منها ، أو اضطلاع الرجال عليها في هيئة لا تنبغي .
فإذا اجتهدت في ذلك ، ثم غلبها النوم ، فلا حرج عليها إن شاء الله فيما غلبت عليه ، ولم تستطع دفعه .
والواجب ، كما سبق ، أن تتحفظ من مثل هذه الأسفار قدر طاقتها ، وأن تقر في بيتها ، إلا لما لا بد لها منه ، بالضوابط التي قدمناها .
والله أعلم .
تعليق