الأربعاء 24 جمادى الآخرة 1446 - 25 ديسمبر 2024
العربية

رهن منزله للبنك ، ليأخذ منه قرضا ؟

137768

تاريخ النشر : 19-01-2010

المشاهدات : 27864

السؤال

لقد أخطأ والدي فقد قاما برهن البيت لفترة في الماضي وقد عرفنا كم كان هذا إثما وقد ابتهلنا لله أن يغفر لهما ويرضى عنهما سبحانه، ولقد قرر والدي بيع البيت وتأجير آخر وليس الرغبة في التعامل بالربا، فقام والدي بعد ذلك ببيع المنزل وقد بيع في يوم واحد وكانت الأمور ميسرة وسهلة، وفي بادىء الأمر فقد دهشت لتطور الأحداث فلم يكن هذا هو الوضع في السابق عندما أرادا البيع بالمثل، لذا فقد أدركت بنيتهما الصالحة من تيسير الأمور لهما، وأنا لست متأكدا من طبيعة عمل الصرافة والرهن في البنوك ، لكن أعرف أنهما اضطرا للتعامل بالربا على أساس شهري ولعدد من السنوات حتى إذا ما انتهوا من الدفع بدأوا في الدفع للبيت على أساس شهري، وقد زاد سعر المنزل من وقت ما اشتروه وعندما أرادوا بيع المنزل حقق البيت بعض الربح، وسؤالي هو: هل يجوز أن يستفيدوا من الربح الذي تحقق بمرور الزمن؟ مثل دفع الديون الأخروى والاستثمار في الأعمال التجارية...

الجواب

الحمد لله.

ليس في رهن البيت أو غير ذلك من الأموال والأملاك إثم في حد ذاته ، فالرهن في حقيقته هو مجرد توثيق للدين ، ليضمن صاحب الدين استيفاء حقه من ذلك الرهن ، إذا لم يوفه المدين في وقته ، أو نقصه شيئا من حقه .

وإنما الإثم أن يكون البيت قد تم رهنه من أجل معاملة ربوية مع البنوك أو غيرها ، مما يتعامل بالربا ، وهذا هو الظاهر لنا من السؤال ، أن الوالدين قد تعاملا بالربا لفترة من الزمن ، نسأل الله أن يتوب علينا وعلى المسلمين من كل إثم وسوء .

وبناء على ذلك : فالزيادة في سعر المنزل ، ليست نتيجة معاملة ربوية ، أو معاملة خاطئة شرعا ، وإنما هو بمررو الزمن ، على حد ما ورد في السؤال ، وهي زيادة مباحة ، لا إثم فيها ، ولكم أن تنتفعوا بها فيما شئتم .

وإنما الواجب على الوالدين : أن يتوبا إلى الله تعالى من المعاملات الربوية السابقة ، وأن يتخلصا من آثارها ، إن كان بقي منها شيء .

قال الله تعالى : ( الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبا لا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبا وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبا فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) البقرة/275 .

والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب