الجمعة 21 جمادى الأولى 1446 - 22 نوفمبر 2024
العربية

مرض " نقص الانتباه " عند الأطفال ؟ وهل يجوز تناول دواء " الريالتين " له؟

139006

تاريخ النشر : 09-09-2009

المشاهدات : 104065

السؤال

ما هو حكم الإسلام في إعطاء " الريتالين " لطفلة تم تشخيص حالتها على أنها تعانى من اضطراب " نقص الانتباه " ، وتجد الطفلة صعوبة في التعلم ، ولا تستطيع التركيز لفترات طويلة ، ولهذا فقد وصف لها طبيب أطفال " الريتالين " ، والوالدان في غاية الحيرة ، ويعارضان إعطاءه لطفلتهما ؛ لأنه يتسبب في زيادة سرعة الطفلة ، لكن الأهم من اهتمامهما بمصلحة الطفلة فهما لا يريدان أن يقترفا إثماً أمام الله سبحانه وتعالى . برجاء تقديم العون للوالدين ، فهما في أشد الحاجة إليها .

الجواب

الحمد لله.

أولاً:

تعريف المرض – واختصاره ADD ، أو ADHD - :

جاء في " الموسوعة العربية العالمية " :

" اعتلال نقص الانتباه " Attention deficit disorder " :

اعتلال نقص الانتباه : مشكلة سلوكية ، يجد الذين يعانون منها صعوبة غير معتادة في الانتباه ، والجلوس ، دون حركة ، أو التحكم في اندفاعاتهم العصبية ، والمصطلح الرسمي المستخدم للإشارة لهذا الاعتلال هو : " اعتلال نقص الانتباه - فرط النشاط " ، وهو أكثر المشاكل السلوكية شيوعاً بين الأطفال ، ويبلغ معدل الإصابة بهذا الاعتلال لدى الصبيان أكثر من ضعف معدل الإصابة لدى البنات ، ويعاني عدد ملحوظ من المراهقين والراشدين أيضاً من هذا الاعتلال .

... .

ويُظهر الأطفال الذين يعانون من هذا النوع قدراً كبيراً من التململ العصبي ، والضجر ، ويكونون - في الغالب - من النوع الذي لا يستطيع انتظار دوره لكي يتحدث في الفصل ، أو يشارك في النشاط الجماعي ، ولا يُظهر الأشخاص الذين يعانون من النوع اللاانتباهي أي علامات جسدية للتململ ، والضجر ، ولكنهم يجدون صعوبة في التركيز ، ويتسم هؤلاء بالنسيان ، وعدم النظام ، ويفشلون - غالباً - في إكمال فروضهم المدرسية ، أو الواجبات الأخرى التي كلفوا بأدائها ، وتتعرض الفتيات للإصابة بالنوع اللاانتباهي أكثر من تعرضهن للإصابة بالنوع الذي يتسم بفرط النشاط ، ويعاني معظم مرضى " نقص الانتباه - فرط النشاط " من النوع المشترك الذي يجمع بين أعراض كلٍّ من " فرط النشاط " و " النوع اللانتباهي " .

ومما علمناه من كلام الاختصاصيين في هذا المرض :

1. أنه لم تتفق كلمة الأطباء إلى الآن على الجزم بسبب هذا المرض .

أ. ففي " الموسوعة العربية " :

ويعتقد معظم الخبراء أن لاعتلال نقص الانتباه سبب جسدي لم يتم التعرف عليه بعد . انتهى .

ب. وقال الدكتور خالد التركاوي – استشاري طب الأطفال بالرياض - :

إن أسباب المرض ما زالت غير معروفة ، والفرضيات حوله كثيرة ، مع وجود بعض الدلائل غير القاطعة التي تشير إلى دور للعوامل الوراثية في ذلك .

جريدة " الشرق الأوسط " ، الاثنيـن 27 جمـادى الأولـى 1421 هـ ، 28 أغسطس 2000 العدد 7944 .

2- هناك علاجات أخرى تربوية وسلوكية ونفسية ينبغي أن يؤخذ بها مع العلاجات الكيميائية .

أ. ففي "الموسوعة العربية" :

ويستفيد الأطفال الذين يعانون من المرض - أيضاً - من تقنية " تعديل السلوك " ، وفي هذه المعالجة يساعِد البالغون الأطفالَ على اكتساب التحكم الذاتي ، عن طريق توفير الإشراف الحميم ، وتقديم المكافآت المتكررة ، في مقابل السلوك الملائم .

وقالوا :

إنَّ تناول "الريتالين" فقط لا يكفي للقضاء على أعراض نقص الانتباه ، ومرض النشاط المفرط ، فمعظم مرضى هذا المرض في حاجة إلى علاج يتضمن إعمال أساليب نفسية ، وسلوكية . انتهى.

ب. وقال الدكتور خالد بن عوض بازيد - استشاري الطب النفسي - أطفال ومراهقين - مركز الظهران الصحي ، مستشفى أرامكو السعودية - :

علاج ADHD :

1. " العلاج السلوكي المعرفي " ، حيث يهدف هذا النوع من العلاج إلى إعانة الطفل على تقوية التركيز ، وتقليل التشتت الذهني ، وتعديل السلوك الاندفاعي من خلال النظام ، والتدريب ، والوضوح ، والتدعيم .

2. " الإرشاد النفسي التربوي للوالدين والمعلمين والمرشدين الطلابيين " في كيفية التعامل مع الطفل المبتلى بـADHD  في البيت ، أو المدرسة .

3. " توفير المناخ التعليمي الخاص للحالات الشديدة " ، من خلاله تدريبهم على المهارات الاجتماعية المفقودة ، وإعانتهم في تحصيلهم العلمي . انتهى .

http://www.lakii.com/vb/showthread.php?t=111369

ثالثاً:

أما الدواء الطبي الذي يُستعمل - غالباً - في علاج هذا المرض فهو : " الميثيلفنديت " ، والمعروف تجاريّاً باسم " الريتالين " .

أ. ففي " الموسوعة العربية " :

" الريتالين " اسم تجاري لعقار " الميثيلفنديت " ، وهو دواء يوصف – غالباً - لعلاج " نقص الانتباه " ومرض " النشاط المفرط " .

... .

ونظراً لشيوع هذا المرض فإن ملايين من الناس يتناولون الريتالين ، ويحسِّن هذا الدواء درجة التركيز ، ويخفض القلق لمعظم مرضى قصور الانتباه ، والنشاط المفرط . انتهى .

ب. وقال الدكتور حسان المالح - استشاري في الطب النفسي ، عضو الجمعية البريطانية للعلاج النفسي والأسري ، وعضو الجمعية الأمريكية للطب النفسي - :

العلاج الدوائي :

وهو يتضمن العلاج بالمنشطات النفسية ، من زمرة " الأمفيتامين " ، وقد بدأ استعمالها منذ 1937 ، ويعتبر مثيلفينيديت (Methylphenidat - Ritalin ) أكثرها استعمالاً بعد سن السادسة . انتهى .

http://www.hayatnafs.com/specialtopics/adhd-overview.htm

وقد سألنا الدكتور عمرو هيبة الأستاذ المساعد في كلية الطب جامعة طنطا ، والحاصل على الدكتوراة في الأمراض النفسية والعصبية عن "تناول هذا الدواء الريتالين" وعن "أعراضه الجانبية" ، وعن "الاكتفاء بالعلاج السلوكي والتربوي والنفسي والاستغناء عن هذا الدواء" .

فأفاد بما يلي :

"هذا الدواء "الريتالين" من أحسن الأدوية التي تستعمل في علاج هذا المرض ، ونتائجه ممتازة ، ولا يسبب الإدمان ...

وأما الأعراض الجانبية ، فلا يخلو منها دواء من الأدوية ، والشركات المنتجة للأدوية تكتب هذه الأعراض ، حتى لا تقع عليها مسؤولية أو يتقدم أحد بشكوى ضدها ، وقد تكون هذه الأعراض نسبتها قليلة جداً بحيث لا تكون خطراً .

وما دام هذا الدواء سيؤخذ بإرشاد طبيب ومتابعته ، فلا مانع من ذلك .

ولا يكفي تعديل الجانب السلوكي والتربوي ، بل لا بد من الأمرين معاً : العلاج الكيميائي ، والعلاج النفسي ، وذلك لأن هذا المرض يؤثر على التركيبة الكيمائية للمخ فلا بد من العلاج الكيميائي" انتهى .

والله أعلم

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: الإسلام سؤال وجواب